يثير تمثال يعرض حاليا في باريس يجسد “النطحة” الشهيرة للفرنسي الدولي السابق زين الدين زيدان لصدر اللاعب الإيطالي ماركو ماتيراتسي في المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2006، جدلا في الأوساط الرياضية الفرنسية.ويجسد هذا التمثال البرونزي البالغ ارتفاعه خمسة أمتار وهو للفنان الجزائري عادل عبد الصمد اللحظة التي سدد فيها زيدان قائد منتخب فرنسا آنذاك ضربة برأسه لصدر ماتيراتسي خلال الوقت الإضافي. زيدان قال يومها لتبرير فعلته إن المدافع الايطالي وجه إليه كلاما “شخصيا مسيئا يتعلق بالأم والأخت”.والتمثال يعرض منذ بداية الشهر الحالي حتى السابع من يناير/ كانون الثاني من العام المقبل في مركز بومبيدو في العاصمة الفرنسية باريس. واعتبر مدير المعرض فيليب آلان ميشو خلال تقديمه لهذا العمل في الثالث من أكتوبر الجاري أن “هذا التمثال قصيدة للهزيمة، فهو يناقض تقاليد رفع التماثيل لتكريم بعض الانتصارات”. ويبدو أن حماسة مدير المعرض لا يتشاركها معه رؤساء اتحادات كرة القدم في المقاطعات الفرنسية الذين دعوا أمس الأول الاثنين 22 أكتوبر زيدان إلى طلب سحب التمثال المسيء لصورته. ففي رسالة مفتوحة وجهت لقائد فريق الديوك سابقا زين الدين زيدان، اعتبر نحو ثلاثين شخصا وقعوا على العريضة حتى الآن، بأن هذا التمثال “يجسد أسوأ حدث في المسيرة الثرية” لزيدان، كما أنه “استعمال سلبي” لصورته.وتضيف الرسالة “نتوجه إلى البطل الرياضي السابق، إلى المدرب المحتمل وخاصة إلى الإنسان والأب لشجب هذا الاستعمال السلبي لصورته، فبهذا الموقف المشرف تؤكد تضامنك الكامل مع القيم التربوية لكرة القدم التي يكافح الكثير منا لأجلها”. من جهته قال رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغرايت الثلاثاء “آسف لوضع زيدان في هذا الوضع، وخير ما فعل رؤساء الاتحادات عبر توجيه رسالتهم المفتوحة… والآن على زيدان أن يقول لنا ما يشعر به”. ولكن ردة فعل رئيس مركز بومبيدو آلان سابان لم تتأخر “لقد صدمت بهذا الطلب” –سحب التمثال – “فهو دعوة صريحة للرقابة، لا يسعني أن أتخيل أن في نفوسهم رغبة بمنع الفنانين من الإبداع ” ويضيف سابان في تناوله لأخلاقيات الرياضة “الفن لديه نظرة أخرى للعالم ودوري هو ضمان حرية الإبداع للفنانين”. ومن المتوقع أن يظل التمثال في موضعه في ساحة مركز بومبيدو حتى انتهاء المعرض في السابع من يناير/كانون الثاني 2013.