طورت الطوافة نفسها عبر عقود من العمل الفردي لتتحول لعمل مؤسسي منظم من خلال مؤسسات أهلية تضم المطوفين وتختص كل مؤسسة بحجاج دولة معينة.وتعد مهنة الطوافة من أعرق المهن التي عرفها التاريخ وكانت تؤدى بطرق فردية وتعتمد على جهود القائمين عليها الذاتية ، وتحول بعد ذلك إلى عمل مؤسسي لتتوحد الجهود وتتضافر في خدمة ضيوف الرحمن وليصبح العمل جماعيا وبروح الفرد الواحد لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وتوفير الرعاية الشاملة لهم والوصول بها إلى أفضل وارقي المستويات وبما يتواكب ويتوافق مع التطورات الهائلة التي تشهدها المملكة في شتى المجالات. وتضم أرباب الطوائف ست مؤسسات للطوافة وهي المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب أسيا ومؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا ومؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ومؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا ومؤسسة مطوفي حجاج إيران ومؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية , إضافة إلى مكتب الوكلاء الموحد ومكتب الزمازمة الموحد والمؤسسة الأهلية للإدلاء وجميع هذه المؤسسات تعمل تحت مظلة وزارة الحج. وتقوم هذه المؤسسات بتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام القادمين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام من خارج المملكة الذي يزيد عددهم عن مليوني حاج يمثلون أكثر من 180 جنسية ويفدون من جميع أنحاء العالم ويزيد عدد القوى العاملة بهذه المؤسسات عن 25 ألف فردا من خلال أكثر من 450 مجموعة خدمة ميدانية منتشرة في أنحاء مكةالمكرمة يعمل بها ما يقارب من 1000موظف تم تأهيلهم وتدريبهم على كيفية التعامل مع الحاج وحسن التعامل معه وأداء المهام المنوطة بهم على الوجه الأكمل. مرت الطوافة في العهد السعودي بأربع مراحل ، الأولى – مرحلة التوسع والانتشار – بدأت عام 1343 ه وفيها يحرص المطوف على زيارة الحجاج في بلدانهم والتعرف على أكبر عدد منهم وتحسين الخدمات المقدمة إليهم .المرحلة الثانية – حرية التعامل مع الحجاج – وفي هذه المرحلة أصبح المطوف غير مقيد بتطويف جنسية معينة كما كان يحدث في السابق وله حرية التعامل مع الحجاج الذين يفضلون خدماته من مختلف الجنسيات . المرحلة الثالثة – التوزيع – حيث تم إلغاء نظام السؤال وتطبيق نظام التوزيع حسب متوسطات كل مطوف في خلال الأعوام 92 و 93 و 94 . المرحلة الرابعة – المؤسسات – التي نقلت الطوافة من العمل الفردي إلى العمل الجماعي من خلال مؤسسات أهلية تضم المطوفين وتختص كل مؤسسة بحجاج دولة معينة. وكان الهدف من إنشاء هذه المؤسسات هو الرفع من مستوى مهنة الطوافة والارتقاء بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام ، ونتيجة لذلك انتقلت مهنة الطوافة من العمل الفردي إلى العمل الجماعي من خلال مؤسسات الطوافة الأهلية التي تقوم بتوفير أفضل الخدمات للحجاج وتؤدي كثير من الأعمال والمهام والخدمات لوفود الرحمن منذ وصولهم إلى المملكة وطوال فترة بقائهم حتى يعودوا إلى أوطانهم بعد أدائهم فريضة الحج. وتلتزم المؤسسات بجميع الواجبات والخدمات المنوطة بالمطوف إضافة إلى المسؤوليات والأحكام الصادرة بها قرارات إنشاء هذه المؤسسات ومنها استقبال الحجاج في مراكز التوجيه في مداخل مكةالمكرمة وإيصالهم إلى مقرات سكنهم والإشراف على راحتهم وتفقد أحوالهم طيلة إقامتهم في مكةالمكرمة وتخصيص العدد الكافي من العاملين لتطويفهم وإرشادهم إلى أمور دينهم ومعاونتهم عليها وكذلك تكليف من يصطحبهم في الطواف والسعي وبقية مناسك الحج بما ييسر للحاج أداء نسكه على الوجه الصحيح والتعاون مع المسئولين على توعية الحجاج بما يساعدهم على ممارسة واجباتهم وإرسال مندوبين إلى مكاتب إرشاد التائهين التابعة لوزارة الحج لاستلام حجاجهم وإحضار وسائط النقل المقررة للحجاج في الأوقات المناسبة لصعودهم إلى عرفات وفق الخطة العامة للحج ونفرتهم منها إلى مزدلفة ثم إلى منى ومكةالمكرمة وإرشادهم إلى خيامهم المعدة لنزولهم بمنى وعرفات وكذلك سكنهم بمكةالمكرمة بعد النزول وكذلك عدم السماح للحجاج بافتراس الشوارع والميادين وغيرها والتقيد بتنفيذ تعليمات الدفاع المدني والقيام بتنظيف الخيام المعدة للسكن في المشاعر المقدسة وتامين العمال للقيام بأعمال النظافة العامة مع المحافظة على الصحة العامة واستلام جوازات السفر والمحافظة عليها إلى حين انتهاء إجراءات سفر الحجاج وتفقد أحوال الحجاج بصورة مستمرة وإعانتهم على إنهاء معاملاتهم لدى الدوائر الحكومية وإخطار الجهات المختصة عن الحجاج التائهين مع إخطار دوائر الأمن في حالة عدم الاهتداء إليهم أو تغيب أي منهم لمدة 24 ساعة أو تخلفه عن السفر في موعده المقرر لمغادرته والمبادرة إلى تبليغ اقرب مركز صحي في حالة إصابة أي حاج من الحجاج بمرض مع مساعدته عند مراجعة المستشفيات لأخذ العلاج اللازم وتزويد وزارة الحج بمن يتوفى من الحجاج وجنسياتهم واعتمارهم وأرقام جوازاتهم وما بحوزة كل واحد منهم مع إثبات مكان الحالة وسببها وشهادة الوفاة. وتحرص مؤسسات الطوافة على معاملة الحاج معاملة حسنة تعكس ما تقوم به المملكة من خدمات وتبذله من جهود وتوفره من إمكانات وتجنده من طاقات بشرية والآلية لخدمة الحاج , وتولي مؤسسات الطوافة الجانب التقني اهتماما خاصا لما له من دور مهما وأساسيا في تفاعل منظومة الخدمات المقدمة للحجاج ولتطوير الأعمال والارتقاء بمستوى الخدمات فأفردت لهذا الجانب مساحات واسعة في برامج عمل خططها التشغيلية وإنشاء أقساما متخصصة وزودتها بالكوادر المؤهلة والمدربة وبأحدث الأجهزة والمعدات وبرامج الحاسوب لتحقق انجازا كبيرا في هذا الجانب مما مكنها من انجاز معاملاتها الكترونيا كما تقوم كل مؤسسة بإيجاد موقعا لها على شبكة الانترنت وتوفير كافة الأجهزة والبرامج والخبرات مما ساهم في تطوير الجانب التقني والمعلوماتي وبأسلوب علمي لربط وتبادل المعلومات لما له من أهمية وفائدة تعود على أدائها كما أدخلت كل مؤسسة خدمات الحاسب الآلي في منظومة أعمالها وتطوير برامجه وأنظمته واستخدام أرقى وسائل الاتصالات في جميع أعمالها وإداراتها ومهامها ومجموعاتها الخدمية الميدانية وتامين شبكة اتصالات سلكية ولاسلكية لضمان التواصل المستمر على مدار الساعة بين قطاعاتها وأقسامها وإداراتها المختلفة وقد حصلت مؤسسات أرباب الطوائف على شهادة الجودة العالمية ” الا يزو ” كما حصلت غالبية مجموعات الخدمة الميدانية فيها على الجودة العالمية وذلك نظير ما تقدمه من خدمات متميزة حيث سعت جاهدة وحرصت على تقديم الخدمة بصورة متميزة إيمانا منها بأهمية وشرف هذه الخدمة. وكان لبعض مؤسسات أرباب الطوائف حضورا لافتا في منصات التتويج وفي منابر التفوق والتميز وفي محافل التكريم حيث حصل بعض رؤساء مجالس إدارات مؤسسات الطوافة على نوط الحج كما حصلت على جائزة مكة للتميز في فرع التميز في خدمات الحج والعمرة وكذلك حصل البعض منها على درع التميز بمنطقة الشرق الأوسط وكذلك تهتم مجالس إدارات هذه المؤسسات برفع مستوى الكوادر البشرية وذلك بتدريبها وتأهيلها وتطوير مهاراتهم وتنمية معارفهم من خلال تنظيم العديد من البرامج والدورات التدريبية والتأهيلية والتثقيفية والندوات والمحاضرات وذلك بهدف تطوير الأداء وصقل مواهب العاملين وقد أنشأت كل مؤسسة قسما أو إدارة للتدريب والتأهيل . كما شكلت كل مؤسسة (وفقا لتقرير واس)لجنة نسائية تضم كوكبة من النساء اللاتي يتميزن بالكفاءة العالية للقيام بالعمل التطوعي لخدمة ضيفات الرحمن وتقديم الخدمات اللازمة لهن بطريقة تتماشى مع الدين الإسلامي ولا تتعارض مع العادات والتقاليد وقد مرت مؤسسات أرباب الطوائف خلال سيرتها التي امتدت لأكثر من ربع قرن بكثير من المنعطفات وشهدت العديد من التحولات والتغيرات.