سارعت السلطات البريطانية بتسليم رجل الدين “المتشدد”، أبو حمزة المصري، وأربعة “إسلاميين” آخرين، إلى نظيرتها الأمريكية، بعد ساعات على صدور قرار المحكمة العليا في لندن، بتسليمهم إلى الولاياتالمتحدة، لتنهي بذلك معركة قانونية استمرت أكثر من عشر سنوات، امتدت أيضاً إلى ساحة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وغادر أبو حمزة المصري، واسمه الحقيقي مصطفى كمال مصطفى، مع رفاقه، إلى الولاياتالمتحدة، على متن طائرتين عسكريتين انطلقتا في وقت متأخر من مساء الخميس، من القاعدة الجوية التابعة للقوات البريطانية في “ميلدينهال”، حيث من المتوقع أن يخضعوا للمحاكمة مجدداً في الولاياتالمتحدة، باتهامات “إرهابية”، بحسب ما جاء في بيان أصدرته وزيرة الداخلية البريطانية، تريزا ماي. ويرافق المصري كل من خالد الفواز، وعادل عبد الباري، وبابار أحمد، وطلحة إحسان، وجميعهم كانوا قد تقدموا باستئناف إلى المحكمة العليا في بريطانيا، الأسبوع الماضي، لمنع ترحيلهم إلى الولاياتالمتحدة، إلا أن المحكمة البريطانية رفضت طلب الاستئناف بصورة نهائية، في قرار لا يمكن الطعن عليه، لتفتح الباب أمام تسليمهم “فوراً” إلى السلطات الأمريكية.حسبما ذكرت (CNN). ويواجه أبو حمزة المصري، البالغ من العمر 54 عاماً، مجموعة من الاتهامات وجهتها إليه محاكم أمريكية، تصل إلى 11 تهمة، من بينها التآمر على عملية الخطف، التي وقعت باليمن عام 1998، بالإضافة إلى تهم مثل التخطيط لإقامة معسكر لتدريب المجاهدين في منطقة “أوريغون” الأمريكية عام 1999، وهي اتهامات قد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، في حال إدانته. وكان رجل الدين البريطاني، المصري المولد، يعمل خطيباً في مسجد “فينسبيري بارك” في لندن، واستخدم منبره في إطلاق مواقف متشددة ضد الغرب، ما لفت الأنظار إليه، وبرز من بين أتباعه ريتشارد ريد، الذي حاول تفجير طائرة في مياميبالولاياتالمتحدة مستخدماً قنبلة وضعها في حذائه، في حادث جاء بعد ثلاثة أشهر على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. كما يعتبر أبو حمزة، وهو مشهور بعدة صفات جسدية، بينها يده المقطوعة التي استعاض عنها بخطاف، كما أنه فقد عينه خلال القتال ضد الجيش السوفيتي بأفغانستان، أن هجمات سبتمبر كانت “حدثاً تاريخياً عظيماً”، كما يرى أن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، كان “بطلاً”، ووصف انفجار مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003 بأنه “عقاب إلهي”، لأن رواده كانوا من المسيحيين واليهود والهندوس.