قام شاب مدمن ومروج مخدرات تائب،بالتبرع بسيارات فارهة وثروة كبيرة جمعها من تجارة المخدرات، بعد أن سيطر عليه شعور بالذنب نتيجة تكرار تعرض زوجته للإجهاض حتى بات حلم الإنجاب بعيد المنال بالنسبة إليه، وتملكه شعور بالندم والذنب وذلك وفق تقرير مطول نشرته ” البيان الإماراتية “. ويقول اللواء عبد الجليل العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي أن شابا مدمنا ومروجا سابقا للمخدرات لم تكتشف جنسيته لجأ إلى قسم الرعاية النفسية والاجتماعية في الإدارة موضحا أن الشاب حضر إلى الشرطة طواعية حتى تكون قصته نموذجا للشباب الذين يغريهم المال ويدفعهم إلى الانخراط في الجريمة. وأضاف العمساوى أن الشاب حكى قصته التي بدأت مبكرا حين نشأ في أسرة بسيطة الحال مكونة من والدين و12 من الأشقاء، لافتا إلى أن دخل والده لم يكن يسمح بحياة ميسرة فتسرب أشقاؤه من الدراسة واحدا تلو الآخر والتحقوا بوظائف بسيطة تعينهم على الحياة ومساعدة أبويهم، حتى جاء دوره فلحق بهم بعد مشكلات أثارها في مدرسته، فيما تزوجت شقيقاته وعاشت كل منهن حياتها المستقلة. من جانبه قال الشاب التائب أنه كان على خلاف أشقائه احترف إثارة المشكلات وتعرف إلى أصدقاء السوء وأصبح يقضي أوقاتا طويلة خارج المنزل، غير مبال بحال أسرته أو مرض والده المقعد الذي منعه الشلل من متابعة حال ابنه ورعايته. وأشار الشاب انه كان يصطدم دائما بعقدة المال، خصوصا بعد أن أدمن تعاطي الكحوليات وبعدها أدمن المخدرات وبات مطالبا بتوافر المال حتى يستطيع مجاراة أصدقائه المدمنين، فتطور به الأمر تلقائيا واتجه إلى السرقة للحصول على المال. وتابع الشاب انه سيطر علي شهوة كبيرة حين تدفق المال في يدي بعد سنوات من الحرمان، وقررت ترويج المخدرات التي أدرت مبالغ كبيرة لدرجة جعلتني أمتنع عن السرقة وأركز في الترويج فقط حتى لا أقع في أيدي الشرطة، مع مرور الوقت لم أعد أبالي بتأنيب الضمير على ما أرتكب من جرائم». وتابع أنه لم يعد يعرف قيمة المال بسبب المكاسب الضخمة التي حققها فجنح إلى إدمان جميع أنواع المخدرات، مشيرا إلى أنه عاش حياة الرفاهية بكل أنواعها. وقال الشاب أنه كان يحرص على مساعدة أشقائه حتى يحصل على احترامهم ويعوض نفسه معنويا عن الشعور الخفي الذي يسيطر عليه أحيانا بالتقزز من الجرائم التي أرتكبها، حتى أنه كان يحقد على أقاربه البسطاء الذين يعيشون حياة سعيدة. وأضاف ان التحول الحقيقي في حياته حدث حين كان يزور شقيقته ورأى صديقاتها وكانت فتاة بارعة الحسن وشعر بعاطفة قوية نحوها من اللحظة الأولى، وفكر في الزواج بها، لكنه اصطدم بالواقع الذي أصبح عليه وترسخت لديه قناعة بأن فتاة مثلها لن توافق على الزواج من مدمن ومروج مخدرات. وأشار إلى أنه حاول نسيانها بكل الطرق لكنه فشل، ما دفعه إلى التفكير في التوبة، وقطع طريقا شاقا للغاية للتخلص من الإدمان، لافتا إلى أنه استغرب الطاقة الكبيرة التي توافرت لديه وتمتعه بإرادة صلبة ساعدته على التعافي من الإدمان تدريجيا حتى استعاد صحته ولم يعد يقترب من المخدرات. وأوضح أن الجانب الصعب في حياته كان التوقف عن ترويج المخدرات التي يعتمد عليها بشكل أساسي في الحصول على الأموال، مشيرا إلى أنه كان يعمل طوال السنوات الماضية تحت غطاء رجل أعمال ويوهم الجميع بأنه يتاجر في العقارات والأعمال التجارية، لذا لم يكتشف أحد الجانب المظلم من حياته. وأكد الشاب أنه لم يستطع التوقف عن تجارة المخدرات واستطاع تكوين ثروة وصلت إلى مليون درهم، وسيارات فارهة ومنزل كبير، ويساعد أشقاءه وأسرته ليريح ضميره، متابعا أنه فكر في إنشاء مشروع تجاري يدر عليه دخلا مناسبا، بعيدا عن المخدرات، يؤمنه من السقوط في أيدي الشرطة والفضيحة أمام أسرته وفتاة أحلامه، لكن مشروعه فشل نتيجة عدم خبرته وقرر الاستمرار في ترويج المخدرات. وأكمل أنه قرر أخيرا الزواج بالفتاة التي يحبها، على الرغم من عدم تطهير نفسه من تجارة المخدرات، وعاش معها حياة مستقرة من دون أن تعلم شيئا عن نشاطه حتى حملت فتضاعفت سعادتهما، لكن الزوجة تعرضت لعملية إجهاض، وتجاوزا الأمر، لكن تكرر الإجهاض مرات عدة حتى بات كابوسا يؤرق حياتهما، خصوصا بعد لجوئهما إلى عدد كبير من الأطباء في دول مختلفة دون جدوى أو الحصول على سبب علمي لعملية الإجهاض. وقال المدمن التائب «راجعت نفسي فيما حدث وسيطر علي شعور بالذنب تجاه زوجتي وترسخت لدي قناعة بأنني أدفع ثمن تجارة المخدرات، ولن أرزق بطفل في ظل الحياة الملوثة التي أعيشها، فقررت التخلص من هذه التجارة وكل ما نتج عنها من مكاسب وأموال وبدء حياة جديدة شريفة».