ربما نسي البعض ملامحه أو حتى لم يعد يذكر قصته، لكن كل الأميركيين من أصول أفريقية يتذكرونها جيدا، لأنه مفجر ثورة الغضب ضد عنصرية الشرطة الأميركية تجاههم بعد تسريب فيديو يظهر رجال شرطة يعتدون عليه بالضرب بسبب لونه، ما فجر ثورة غضب عارمة عام 1992.. اليوم أعلنت السلطات وفاته غريقا بحمام سباحة. الأميركي رودني كينغ، الذي كان رمزا لأعمال الشغب التي شهدتها مدينة لوس أنجيليس عام 1992، بعد نشر شريط يظهر تعرضه لضرب مبرح من الشرطة، لأنه أسود، توفي عن عمر 47 سنة بعد أن غرق في حمام السباحة. وعثرت خطيبة كينغ على جثته في قعر بركة السباحة في منزله في منطقة ريالتو في كاليفورنيا. وقالت الشرطة إنها تحقق في الوفاة على أنه حادث غرق، مستبعدة حصول جريمة، مع العلم أن كينغ يعاني من تاريخ طويل من إدمان الكحول. وقال المسؤول في الشرطة راندي دياندا لقناة (CNN) إن خطيبة كينغ اتصلت بالطوارئ، وقد انتشلت جثته من حمام السباحة وأعلنت وفاته في المستشفى. وقال الناشط والمعلق السياسي آل شاربتون إن «رودني كينغ كان رمزا للحقوق المدنية، وقد مثل مناهضة عنف الشرطة وحركة مناهضة التصنيف على أساس عرقي في زماننا». وكان كينغ اشتهر عام 1992 بعد انتشار شريط مصور صوره هاو، يظهره وهو يتعرض لضرب مبرح من قبل عناصر من الشرطة التي أوقفته إثر تجاوزه الحد الأقصى للسرعة. وقد أثار الشريط جدلا واسعا بعدما برأت المحكمة رجال الشرطة، ما أثار موجة عارمة من الاحتجاجات في جميع أرجاء الولاياتالمتحدة استمرت ستة أيام تدخل خلالها الحرس الوطني ثم الجيش وقوات البحرية مخلفة 53 قتيلا ونحو ألفي جريح وخسائر تقدر بمليار دولار. وقد أعيدت محاكمة عناصر الشرطة في دعوى مدنية، أدت إلى سجن اثنين منهم وتبرئة آخرين، كما ساهمت القضية في اعتماد سلوك جديد للشرطة.