قالت جماعات المعارضة السورية إن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا، وأصيب العشرات في وقت مبكر من يوم السبت، بعد قصف متقطع على مدينة درعا جنوب سوريا.وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن عددا من النساء والأطفال كانوا من بين الضحايا في المعارك المستمرة التي تجري بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في المنطقة. وأشارت اللجان إلى أن القوات السورية “اعتقلت العديد من الأطباء لمنعهم من مساعدة الجرحى وسط حالة من الذعر بين السكان بسبب انتهاكات قوات النظام ضد الشعب هناك.”وبلغ عدد الذين قتلوا عبر سوريا يوم الجمعة نحو 65 شخصا، وفقا للجان التنسيق، بينما وصل في ذات اليوم عدد من مراقبي الأممالمتحدة الى موقع مذبحة قرية القبير، بالقرب من مدينة حماة. وقالت سوسن غوشة، المتحدثة باسم بعثة مراقبة الأممالمتحدة إن فريق المراقبين “تأخر وصوله يوما كاملا للموقع بسبب إعاقة القوات الحكومية وعدد من المدنيين بعد أن كان ينوي التوجه إلى القرية يوم الخميس.”وأضافت غوشة أن القرية “كانت خالية من سكانها يوم الجمعة، ولم يتمكن المراقبون من التحدث إلى أي شخص شهد المأساة المروعة التي وقعت يوم الأربعاء.” وأشارت إلى أن بعض المنازل تضررت جراء صواريخ وقنابل وأسلحة أخرى، قائلة إن “الدماء تناثرت على جدران المنازل، بينما لا تزال النيران مشتعلة، ورائحة قوية للحم البشري المحترق تفوح في الهواء.” غير أن الناشط مصعب الحمدي، وهو من المقيمين في القبير، ويبعد نحو 20 كيلومترا غرب البلدة، قال لشبكة CNN الجمعة إن “مراقبي الأممالمتحدة متواجدون في القرية، وقد أخذهم الناشطون ليشاهدوا منازل أحرقت، وقبرا جماعيا دفن فيه الشهداء.” كما قال ليث حموي، وهو أحد السكان أيضا، إنه التقى مراقبي الأممالمتحدة في القبير واصطحبهم إلى ساحات القبر الجماعي، وأعطاهم تفاصيل في أعقاب القصف.” وأضاف حموي أنه “ترك المنطقة بعد ذلك، بسبب تهديدات موجهة من أفراد الحاجز العسكري بأن أي شخص سيقترب من فريق الأممالمتحدة سوف يقتل.”وقتل 78 شخصا على الأقل في القبير، وفقا للجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا، في مذبحة تأتي بعد نحو أسبوعين من أخرى مشابهة شهدتها بلدة الحولة، وراح ضحيتها العشرات معظمهم من الأطفال والنساء. وقال نشطاء من المعارضة إن القوات الحكومية قصفت القبير لمدة ساعة قبل أن تدخل ميليشيات، يعتقد السكان بأنهم من “الشبيحة،” ويحملون بنادق AK-47 وتطلق النار على الناس، من مسافة قريبة، أو تنقض عليهم بالسكاكين. وأظهر تسجيل فيديو، انتشر يوم الاثنين الماضي، التقطه بعض الهواة رجالا يرتدون الزي العسكري المسلح ويهللون ويحتفلون في غرفة تحتوي على نحو عشرة جثث. ويمكن رؤية رجال الجيش يسحبون بعض الجثث، التي كان معظمها مقيد الايدي وراء الظهر، وقتلوا على ما يبدو رميا بالرصاص، بينما لا يرتدي معظم المسلحين في الفيديو الأحذية التابعة للجيش النظامي، ما يثير الاعتقاد إلى انتمائهم إلى “الشبيحة” وهي ميليشيا موالية للنظام. ويعتقد أن تسجيل الفيديو تم التقاطه في مزرعة بالقرب من بلدة جسر الشغور في محافظة إدلب الشمالية.وأبلغ ناشط، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب المخاوف الامنية، شبكة CNN بأن تلك الحادثة وقعت في 10 مارس/آذار الماضي، في قرية الحمامة، على بعد نحو 17 كيلومترا شمال شرق جسر الشغور بالقرب من الحدود التركية. وقال الناشط لشبكة CNN إن الجثث تعود لعدد من الناشطين الذين لجأوا إلى المزرعة، حيث تم قتلهم في كمين نصب لهم من قبل الميليشيات الموالية للنظام، لافتا إلى أن بعض الضحايا كانوا من اصدقائه. كما وصفت مجموعة من الناشطين المحليين في جسر الشغور الحادث ذاته في شهادات نشرت على موقع فيسبوك، وأدرجوا أسماء 13 شخصا قتلوا في ذلك اليوم. وقد أثارت الصور وتسجيلات الفيديو هذه، وتلك التي انتشرت حول المذابح غضب العالم، بينما قال القادة الدوليين إن الرئيس السوري بشار الأسد فشل في الالتزام بخطة سلام توسط فيها كوفي عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا.