اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بمواصلة الانتهاكات “بلا هوادة” في مختلف أنحاء الدولة العربية، التي تشهد اضطرابات واسعة منذ ربيع العام الماضي، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر بالمعارضة بسقوط ما لا يقل عن 40 قتيلاً، في مواجهات مع القوات الحكومية الخميس. وأعربت اللجنة الأممية، التابعة لمجلس حقوق الإنسان، عن قلقها إزاء استمرار ارتكاب ما وصفتها ب”انتهاكات جسيمة بلا هوادة”، في سياق العمليات العسكرية المتزايدة، وذكرت في أحدث تقرير لها لتقييم الأوضاع الأمنية، أن “معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، التي وثقتها اللجنة في تقريرها، ارتكبت من جانب الجيش السوري والأجهزة الأمنية.” وفيما قالت لجنة التحقيق الدولة إن “الجيش استخدم جميع الوسائل العسكرية، بما في ذلك القصف العنيف للمناطق المدنية”، فقد أكدت أنها حصلت على معلومات تفيد بأن “الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة، ترتكب أيضاً انتهاكات لحقوق الإنسان”، كما أدانت “الطابع العشوائي” لسلسلة التفجيرات، التي سببت خسائر فادحة في الأرواح في عدد من المدن السورية. وأشارت اللجنة إلى أن الصراع السوري أصبح يشهد “عسكرة متزايدة”، بوجود عمليات القتل والتعذيب على أيدي قوات الأمن السورية، والمقاتلين المناهضين للحكومة، وقالت إنه: “في حين أن القوات الحكومية كانت تتعامل في السابق مع المظاهرات والاحتجاجات، فإنها تواجه الآن مقاتلين مسلحين ومنظمين جيداً، عززهم المنشقون الذين انضموا إليهم.” من جانبه، نفى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يكون هناك تراجع بشأن خطة نشر مزيد من المراقبين في المدن التي تشهد مواجهات دامية في سوريا. وقال خلال تصريحات لشبكة سي ان ان الاخبارية الأمريكية إن فريق المراقبين يتواجد الآن على الأرض في خمس مدن سورية، وإنهم “يبذلون قصارى جهدهم لوقف العنف”، إلا أنه شدد على قوله: “لم يكن باستطاعتنا وقف العنف بشكل كامل.” وعلى الصعيد الميداني، فقد أفادت لجان التنسيق المحلية، إحدى أكبر جماعات المعارضة العاملة داخل سوريا، بسقوط 40 قتيلاً من المدنيين على الأقل الخميس، بنيران القوات الموالية لنظام الأسد، وأشارت إلى أن من بين الضحايا أسرة بأكملها راح جميع أفرادها نتيجة القصف العشوائي لمنازل المواطنين في حماة. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ذكر من مقره بالعاصمة البريطانية لندن، أن لديه تقارير تفيد بسقوط 43 قتيلاً على الأقل، في مختلف المدن السورية الخميس، من بينهم حوالي 35 مدنياً، سقط معظمهم في حمص، وحماة، وإدلب، بالإضافة إلى ثمانية من عناصر القوات النظامية، سقطوا خلال مواجهات مع مسلحي “الجيش السوري الحر”، في دمشق، ودير الزور، وحمص، وإدلب. وبحسب تقديرات الأممالمتحدة فإن الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ مارس/ آذار 2011، خلفت أكثر من تسعة آلاف قتيل، معظمهم من المدنيين، بينما تضع جماعات المعارضة أعداد القتلى عند مستويات أعلى من تلك التقديرات بكثير.