نشرت الصحف الالكترونية والتي تحظى بنسبة قراء جيدة من الداخل والخارج لتكون الفضيحة بجلاجل كما يقول المثل ، صوراً لتجمهر شباب الرياض ( عاصمة الثقافة لعام 2000م ) في مبنى مستشفى مهجور بهدف البحث عن الجن وضبطه وتصويره بالجرم المشهود ، وهو تسببه في تعطيل إكمال تجهيز المستشفى حسب ما لديهم من معلومات بهذا الخصوص. وبكل أمانة لا أعرف هل يجب أن نضحك من هذا الموقف الكوميدي أم نبكي لأننا أمام مأساة حقيقية يترجمها فئة من شباب عاصمة المملكة بكل فن وحرفية في بدايات القرن الواحد والعشرين. شباب يسكنون العاصمة ، وليس قرية ، ويواكبون أحدث ماتوصلت له الثورة التكنولوجية ، ولكن مع الأسف, لم يواكب ذلك تطور بالعقول وأساليب التفكير حيث لانزال نرى بعض أفراد المجتمع أسيراً لهذه الخرافات . هل تأتي هذه المآساة بسبب البيئة المحيطة ،أم بسبب مناهج التعليم التي لم تساير الزمن ووقفت عند علوم بداية خلق الكون.فزرعت في عقول الشباب كثير من الخرافات التي لم ينزل الله بها من سلطان حتى أصبح شبابنا من خلال اكتسابهم لهذه المعارف وحفظها والاقتناع بها يتصرفون بكل جهل وحماقة يبحثون عن الجن في الخرابات لتصويره بجولاتهم الحديثة القيمة .ليكونوا أضحوكة لشباب العالم . هل نقول لشبابنا ” الله يخلف على أمهاتكم ” أم نقول للمسؤولين عن أجهزة التعليم ” هذا ثمرة جهودكم ” أم نتغنى بشجاعة شبابنا في اقتحام الصعاب وجرأتهم على اكتشاف حقيقة الجن الذي فشل آباؤهم في اكتشافه ، وأصبحوا ينسبون سرقات المال العام وقضايا الفساد لهيمنته عليهم ؟! عايد مبارك العنزي