الرياض- الوئام : تسببت كاميرات ساهر المروي في كثير من المواقف للمواطنين خلال العام 2010 ، وربما تكون طرافة هذه المواقف حديث مجالس الان بين كثير من المواطنين.الذين اصبح عدد كبير منهم يتمنى معرفة المكان الذي توضع فيه هذه الكاميرات. وكشف استشاري الطب النفسي الإكلينيكي الدكتور وليد الزهراني في أول تصريح عن الآثار النفسية والاجتماعية لنظام “ساهر” المروري أن عدداً من المرضى النفسيين الذين يشرف على علاجهم تدهورت حالاتهم بعد “نظام ساهر”. ولفت استشاري الطب النفسي إلى أن الكثير من الحالات المصابة أيضا بتشتت في الانتباه ازداد لديهم هذا التشتت، لعدم معرفتهم بأماكن وجود كاميرا ساهر، بالإضافة إلى عدم تحديد الأنظمة الخاصة به، فمنهم من يقود بسرعة 80 كلم في طريق ما، ويفاجأ بأنه حصل على مخالفة، لأن السرعة المسموح بها في هذا الطريق 70 كلم مثلا، فيصاب بالتشتت، لأنه لم يجد قائمة أو لوحة تدله على نظام هذا الطريق، فضلا عن الحالات المصابة بوساوس قهرية، والتي ازدادت لديها هذه الوساوس بسببه، حيث يذكر أحدهم أنه أصبح يتصل يوميا على هاتف المخالفات ليتأكد من عدم وجود مخالفات عليه حتى لو لم يخرج في ذلك اليوم. وأضاف أن “من الحالات التي زارت عيادته أيضا شخص مصاب بقلق وتوهم، وشخصيته في الأساس شخصية قلقة تسعى للمثالية، فيما أضحى يتخوف عند مروره من أي شارع من إضاءة نور كاميرا “ساهر” بسببه، وأصبح يدوس على فرامل السيارة كلما اقترب من سيارة أمامه خوفا من المخالفة، فيما زاد لديه التوهم من وجود الكاميرا في أماكن لا يتوقعها، مما ضاعف لديه القلق وعدم السيطرة على الذات”. وعن النماذج أيضاً التي زارته في العيادة بهذا الخصوص قال الدكتور الزهراني إن موظفا مرتبه 3500 ريال متزوجا ولديه أطفال، فوجئ بعد فترة من تطبيق نظام ساهر أن عليه مخالفات بقيمة 3 آلاف ريال، فاضطر لدفعها، ولم يتبق من مرتبه إلا 500 ريال، مما جعله يشعر بضيق الحال، وعدم القدرة على الإنفاق على أسرته، وهو مصاب من قبل باكتئاب كادت تخف أعراضه، إلا أنه عاد للعيادة النفسية مشتكيا من عودة الأعراض له من خوف وتشاؤم وإحباط ونظرة مأساوية للحياة لهذا السبب. ومن الحالات المؤلمة أيضا وفقا للدكتور الزهراني “حالة انفصال بين زوجين تمت بسبب هذا النظام أيضا، وكانت من أكثر الحالات إيلاما، إذ كان يضطر الزوج للذهاب بزوجته من الرياض إلى الخرج يوميا لعملها هناك، واكتشف بنهاية الشهر أنه حصد مخالفات بقيمة عالية جدا بسبب السرعة، فأضحى يلقي باللوم على زوجته إن تأخرت، لأنها السبب في تجاوزه السرعة المحددة للطريق، كما اختلف معها بعد أن حاول إجبارها على دفع قيمة هذه المخالفات ورفضت فطلقها بعد أن ساءت الأوضاع بينهما”. ومن الجدير بالذكر أن حديثاً دار في عدد من المجالس خلال الفترة الماضية حول موضوع مواطن طلب من زوجته قيادة السيارة للافلات من ساهر المروري باحدى الطرق ،ولعل هذا الموضوع الطريف كان اخر النكات التي اطلقت في النظام الذي اصبح بدون لاتحلو احاديث المجالس.