أعلنت المعارضة السورية مقتل 23 شخصاً الأحد، بعمليات عسكرية شنتها وحدات الجيش والأجهزة الأمنية بالبلاد، في حين دعت المعارضة السورية لمؤتمر لتوحيد صفوفها الاثنين، في حين قالت الولاياتالمتحدة وتركيا إنهما توصلتا إلى “اتفاق كامل” حول الخطوات المستقبلية بسوريا، وسط أنباء حول إمكانية تقديم مساعدات غير قتالية للمعارضة. جاء الاتفاق بين الأتراك والأمريكيين بعد لقاء بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة الأمن النووي المنعقدة في كوريا الجنوبية. وقال بن رودس خلال تصريحات نقلتها (سي ان ان )، وكيل مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن الاجتماع هدف إلى مراجعة المواقف مع تركيا قبل المؤتمر المقرر ل”أصدقاء سوريا” في تركيا مطلع نيسان/ أبريل المقبل، مضيفاً أن المؤتمر سيركز على تقديم مساعدات غير قتالية للمعارضة، مثل المواد الطبية وأجهزة الاتصال. وقال أردوغان بعد الاجتماع إن بلاده لا يمكن أن تبقى “في موقف المتفرج” حيال ما يجري في سوريا، مضيفاً أن أكثر من 17 ألف لاجئ سوري دخلوا الأراضي التركية منذ بداية الانتفاضة الشعبية قبل عام. أما أوباما فقال إن هناك توافق كبير مع أردوغان على ضرورة وجود آلية للانتقال إلى “حكومة شرعية” في سوريا، على حد تعبيره. من جانبها، أعلنت المعارضة السورية مقتل ما لا يقل عن 23 شخصاً الأحد، وبينهم سبعة من الجنود المنشقين وثلاثة من عناصر قوات الأمن، وذلك في مواجهات بمختلف أنحاء البلاد، وفي عمليات إطلاق نار على مظاهرات. وضمن جهود توحيد المعارضة سياسياً، وبعد يوم على إعلان توحيد الفصائل العسكرية المنشقة تحت مظلة “الجيش السوري الحر”، أصدر المجلس الوطني السوري بياناً دعا فيه إلى مؤتمر يضم كافة أطياف المعارضة السياسية. وقال البيان إنه “في إطار الخطوات المقررة استعداداً لانعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا، والتزاماً من المجلس الوطني السوري بضرورة تعزيز العمل المشترك بين أطراف المعارضة السورية، واستجابة لدعوات جامعة الدول العربية.. ينعقد في اسطنبول في 26 – 27 من الشهر الجاري، مؤتمر المعارضة السورية الذي يقام للتوافق على وثيقة ‘العهد الوطني لسورية الجديدة.'” وقال المجلس الوطني إن الوثيقة ستأتي “تأكيداً على وحدة أهداف المعارضة السورية في الخلاص من نظام الاستبداد، والوصول إلى الهدف الأسمى في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.” واعتبر المجلس أن المؤتمر “فرصة حقيقة لإثبات التفاف جميع أطراف المعارضة السورية حول أهداف الثورة”، وناشد الجميع “الاستجابة لمطالب الشعب السوري الثائر، والارتقاء إلى مستوى تضحياته وبطولات أبنائه، وعدم تفويت هذه الفرصة في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ.” يشار إلى أن انقسام المعارضة السورية كان على الدوام عقبة أساسية تعترض جهود الحصول على اعتراف رسمي بتمثيل الشعب السوري، على غرار ما جرى في ليبيا بمواجهة نظام العقيد معمر القذافي، وتعاني المعارضة من خلافات سياسية وحزبية، وخاصة بين أكبر كتلتين متمثلتين بالمجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية.