أطلق عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لملاحقة ومحاكمة رجل سعودي، يُدعى محمد سلامة، بتهمة “التطاول على الله ورسوله”، على صفحته بموقع “تويتر”، مما أعاد إلى الأذهان قضية حمزة كاشغري، الذي يخضع للمحاكمة بتهم مماثلة في المملكة العربية.وذكرت تقارير إعلامية سعودية أنه قام بحذف حسابه على الموقع الاجتماعي، خوفاً من أن تكون تلك التعليقات سبباً في ملاحقته قضائياً. وتمكن عدد من مستخدمي موقع تويتر من رصد “تجاوزات” سلامة، وقاموا بتوثيقها بالصور، قبل أن يقوم بإغلاق أو حذف حسابه على تويتر، كما انتشرت مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت للشاب السعودي، يسخر فيها من القرآن، ويتهكم على بعض رجال الدين. ففي رسالة تعود إلى تاريخ 9 مارس/ آذار الجاري، كتب سلامة على صفحته بموقع تويتر @mmsalama أن “الانتحار أمر طبيعي، النبي عليه السلام نفسه حاول الانتحار بعد جفاف الوحي.. راجع صحيح البخاري.” وفي تغريده أخرى، تحمل تاريخ 27 أكتوبر 2011، كتب قائلاً: “سنسعد كذلك بالربا والخمور وممارسة السحر في الجنة.. لأنها حرمت علينا في الدنيا.. إنها البشارة.. إنها البشارة.”ورداً على تعليقات الشاب السعودي، كتب شخص يُدعى عبد الرحمن قائلاً: “شاهدت مقطع فيديو على اليوتيوب للمدعو محمد سلامة، يسخر فيه من الدين وأهله، فسالت ربي أن لا يؤاخذنا بما فعله سفهاؤنا، وأن يهديه ومن معه!!” أما ياسر التويجري فغرد قائلاً: “تم فصل المدعو محمد سلامة من شركة المراعي منذ أسبوعين، بعد اكتشاف تطاوله على الدين الإسلامي، المراعي تضرب مثلاً بالتصدي لهذه الفئة الشاذة.” وعلق عتيد الرأي مغرداً: “اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا.. محمد سلامة هذا ألعن وأسخف العقول البشرية.. المفترض القبض عليه كما فعل بحمزة.. والله حمزة أهون منه.” تتزامن الدعوات لملاحقة سلامة مع إطلاق عدة منظمات حقوقية “حملة دولية” لحث السلطات السعودية على إطلاق سراح الصحفي السعودي، حمزة كاشغري، الذي قد يواجه عقوبة الإعدام، على خلفية اتهامه ب”الإساءة” للنبي محمد، عبر تعليقات على موقع “تويتر.”وكان كاشغري قد كتب تعليقات على صفحته الشخصية في تويتر، تناول فيها الذكرى الأخيرة لمولد النبي محمد، موجهاً كلامه إليه، بالقول: “في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يدك، سأصافحك مصافحة الند للند، وأبتسم لك كما تبتسم لي، وأتحدث معك كصديق فحسب وليس أكثر.” وسرعان ما انهالت الردود على ما كتبه كاشغري، واتسع نطاق القضية بشكل واسع، ما دفع الصحفي السعودي إلى التراجع وتوضيح رأيه، فقام بإخفاء “تغريداته” القديمة، وكتب قائلاً: “والله لم أكتب ما كتبت إلا بدافع الحب للنبي الأكرم، ولكنني أخطأت وأتمنى أن يغفر الله خطأي وأن يسامحني كل من شعر بالإساءة.” وفر الصحفي السعودي إلى ماليزيا، فيما أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى دعت لمحاكمته بتهمة “الردة”، وتمكنت سلطات الأمن في مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور، من اعتقال كاشغري وتسليمه إلى السلطات السعودية.