الرياض- الوئام- محمد الحربي: بمشيئة الله تعالى تشهد الكرة الأرضية صبيحة يوم الثلاثاء المقبل التاسع والعشرون من محرم الجاري الموافق الرابع من يناير2011 حسب تقويم أم القرى كسوف جزئي للشمس مشاهد في سماء الجزيرة العربية والنصف الشمالي من قارة إفريقيا وشرق أسيا وأوروبا حسب ما ذكرت الجمعية الفلكية بجدة. وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن هذا الكسوف الجزئي يتزامن مع وقوع الكرة الأرضية في الحضيض وهي اقرب نقطة لها في مدارها الاهليجي حول الشمس. وهي فرصة هامه لتعريف الطلاب والطالبات بكسوف الشمس من خلال الرصد المباشر ، حيث ستتاح الفرصة للراصدين من مشاهدة الطرف العلوي لقرص الشمس يحتجب بالقمر. وستكون بداية الكسوف الجزئي على مستوى الكرة الأرضية في الأجزاء الشمالية من إفريقيا عند الساعة 9:40 صباحا بتوقيت مكةالمكرمة ويتحرك بعد ذلك مسار الكسوف باتجاه الشرق وذلك يعود إلى طبيعة حركة القمر حول الأرض إلى أن يصل إلى سماء المملكة حيث يبدأ الكسوف الجزئي ما بعد الساعة العاشرة صباحا و ستحظى الأجزاء الشمالية من المملكة بأكبر نسبة في احتجاب لقرص الشمس حيث يصل الجزء المكسوف في أقصى شمال المملكة إلى 43 في المائة وتنخفض كلما اتجهنا جنوبا حيث تصل إلى 13 في المائة في أقصى جنوب المملكة . ويعود السبب في التفاوت في نسبة احتجاب قرص الشمس إلى أن الأجزاء الشمالية للمملكة قريبة من مسار كسوف الشمس الجزئي. وسيبدأ الكسوف الجزئي في مكةالمكرمة عند الساعة 10:21 ويصل ذروته (أقصى حد يستطيع فيه القمر حجب سطح الشمس ) عند الساعة 11:40 حيث ستكون الشمس محتجبة بنسبة 23.8 في المائة وينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة 1:7 ظهرا. وفي المدينةالمنورة يبدأ الكسوف الجزئي عند الساعة 10:20 ويصل ذروته عند الساعة 11:44 حيث ستكون الشمس محتجبة بنسبة 29.9 في المائة وينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة 1:44 ظهرا وفي العاصمة الرياض يبدأ الكسوف الجزئي عند الساعة 10:39 ويصل ذروته عند الساعة 12:00 حيث ستكون الشمس محتجبة بنسبة 24.3 في المائة وينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة 1:25 ظهرا ويصل الكسوف الجزئي ذروته على مستوى الكرة الأرضية مع شروق الشمس في شمال شرق السويد عند الساعة 11:35 صباحا بتوقيت مكةالمكرمة وسيشهد الراصدون عند الساعة 12:02 ظهرا في سماء المملكة حدوث الاقتران الفلكي للقمر (المحاق) لشهر صفر ، والاقتران هو إحدى منازل ( أطوار ) القمر حيث تقع الشمس والقمر على ارتفاع واحد في السماء عندما يكونان على خط طول سماوي واحد ويكون القمر على وشك الانتقال من غرب الشمس إلى شرقها ( حسب الحركة الظاهرية ) منهيا بهذا الانتقال دورة اقترانية حول الأرض ومبتدئا دورة اقترانية جديدة وهذه لحظة عالمية تتم في لحظة واحدة بالنسبة لجميع أرجاء الأرض. والاقتران يحدث شهريا ولكن لا يمكن رصده كظاهرة فلكية إلا في توقيت كسوف الشمس ذلك لان عند حدوث الاقتران كل شهر يعبر القمر إما شمال الشمس أو جنوبها. لذلك لا يمكن رصدها ظاهرة الاقتران بالعين المجردة . إضافة إلى إمكانية رصد بقع داكنة – إن وجدت – على سطح الشمس تعرف ” بالبقع الشمسية ” حيث يمكن رصدها بسهولة من خلال عملية إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء وذلك باستخدام المنظار الثنائي العينية أو الدربيل ( بدون النظر المباشر إلى قرص الشمس) وهذه البقع تظهر اقل لمعانا من بقية السطح وذلك لان درجة حراراتها تقل عن حرارة بقية اجزاء السطح بنحو الفي درجة مئوية وقد تظهر في مجموعات أو منفردة وإذا رصدت سوف يلاحظ بأنها تحتوى على منطقة مركزية مظلمة تسمى الظل محاطة بمنطقة خارجية اقل ظلمة تسمى شبة الظل. وبعد نهاية الكسوف في سماء المملكة يستمر مسار الكسوف يتحرك باتجاه الشرق إلى أن ينتهي عند الساعة 2:00 بعد الظهر بتوقيت مكةالمكرمة في شمال الصين. وبين ابوزاهرة : بان كسوف الشمس الجزئي يحدث في نهاية الشهر العربي عندما يغطي القمر جزء من الشمس ويشاهد من الأماكن الواقعة في شبة ظل لقمر وهذا الأمر لا يتكرر شهريا لان مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس، وتكون نسبة مشاهدة الكسوف مختلفة استنادا للموقع الذي يتم فيه الرصد فكلما كان موقع الراصد قريب من مسار الكسوف كلما كانت مشاهدة احتجاب قرص الشمس اكبر وكلما ابتعد الموقع على مسار الكسوف تقل عندها نسبة الجزء المكسوف من قرص الشمس . ومن المفارقات أننا نشاهد القمر الصغير يغطي الشمس الضخمة ويحجبها وكأنه في نفس حجمها ، فمن المعروف أن الشمس اكبر ب 400 مرة من القمر ولكنها في نفس الوقت ابعد عن الأرض ب 400 مرة وهذا الأمر يجعلنا نشاهد ظاهريا بأنهما في نفس الحجم ونظرا لان الشمس في غاية البريق واللمعان يحتاج الراصدون لكسوف الشمس الجزئي بعض وسائل الحماية قبل رصد الكسوف ذلك لان سطح الشمس يطلق أشعة ما تحت الحمراء والأشعة ما فوق البنفسجية وهذه ليست خاصة بتوقيت الكسوف بل هي تنبعث طوال العام . ويمكن للعين البشرية أن تعاني من ضرر دائم إذا تعرضت إلى ضوء الشمس بشكل مباشر لعدة ثواني لذلك ينصح بان يستخدم احد وسائل الرصد الأمن لرصد الكسوف. وتعتبر أسهل طريقة لرصد كسوف الشمس من خلال هو من خلال نظارات خاصة بالكسوف وليست نظارات الشمس العادية أو يتم الرصد من خلال عملية إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء . وتحذر الجمعية من النظر المباشر إلى الشمس من خلال التلسكوب أو المنظار الثنائي العينية لان هذه الأجهزة تعمل على تركيز الإشعاع الشمسي وتؤثر على العين. ويجب إتباع إرشادات السلامة واستخدام طرق الرصد الآمن لرصد كسوف الشمس. وعدم الانسياق وراء الإشعاعات التي تظهر والتي تشير إلى أن الشمس تطلق أشعة خطيرة خلال الكسوف ما يسبب أمراض في الجلد وغيرها فهذه إشاعات ليست صحيحة فالشمس هي الشمس لم يحدث فيها تغيير والنظر إلى الشمس خطير طوال العام وليس فقط في توقيت ونحن في الأوقات العادية لا يمكننا أن ننظر إليها نظرا لشدة إشراقها ولمعانها. وبمشيئة الله تعالى يتبع هذا الكسوف الجزئي كسوف جزئي أخر في التاسع والعشرون من جمادى الآخرة المقبل لن يكون مشاهدا في سماء المملكة . وسوف يكون الكسوف التالي المشاهد في المملكة بمشيئة الله تعالى يوم الأحد 29 ذو الحجة من العام 1434 هجرية.