نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية محتويات المراسلات البريدية الإلكترونية الخاصة بالرئيس السورى، بشار الأسد، وزوجته بريطانية المولد أسماء الأخرس. وأوضحت الصحيفة أنها حصلت على حوالى 3 آلاف رسالة، وتأكدت من صحة بعضها، مشيرة إلى أنها تدل على مدى عزلة عائلة الأسد بعد الانتفاضة السورية التى تمر الذكرى الأولى لها اليوم. وتظهر الرسائل أن الأسد تلقى المشورة من إيران أو الجماعات التابعة لها أكثر من مرة، وتبرهن الصحيفة على صحة ذلك بالقول، إنه قبل الكلمة التى ألقاها الأسد فى ديسمبر أعد مستشاره الإعلامى قائمة طويلة بالموضوعات، وقال إنها استندت إلى “مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس، إلى جانب الإعلام والمستشار السياسى للسفير الإيرانى. وكتب المستشار يقول، “أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة، لأن الناس فى حاجة إلى أن يروا رئيساًَ قوياً يدافع عن البلاد، وإظهار التقدير للدعم الذى أبدته دول صديقة”.كما نصحت المذكرة، التى نشرت الصحيفة مقتطفات منها، حكومة الأسد بتسريب المزيد من المعلومات المتعلقة بقدرتها العسكرية، لإقناع الرأى العام بأنه بالإمكان مواجهة أى تحديات عسكرية.وأوضحت رسالة أخرى سخرية الأسد من مطالب الإصلاح الداخلية، فرد على رسالة بعثتها له زوجته فى يوليو تخبره أنها ستفرغ مما تقوم به الساعة الخامسة مساء، قال مازحا، “هذا أفضل إصلاح يمكن أن يحدث فى أى بلد، أن تخبرينى بمكان وجودك، سنتبنى هذا بدلاً من سخافات قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام”. ومن بين العديد من التقارير التى تنشرها الصحيفة على موقعها الإلكترونى حول هذا الشأن، واحد يتحدث عن قيام الأسد بمشاركة “تشيير” فيديو يسخر من الجامعة العربية. وقالت الصحيفة، إنه فى 29 ديسمبر الماضى فى نفس الأسبوع الذى وصل فيه مراقبو الجامعة العربية لسوريا، وبعد فترة قصيرة من نشر النشطاء لفيلم عن دبابات الجيش السورى فى حمص، تشارك الرئيس الأسد فيديو من موقع يوتيوب مع واحد من أقرب مستشاريه يسخر من المراقبين، لعدم قدرتهم على ردع النظام، حيث كتب الأسد لمستشارته الإعلامية، هديل العلى، يقول لها، “شاهدى هذا الفيديو على يوتيوب”، فردت عليه، هههههههه يا إلهى، رائع، فالجميع كان يتحدث عن غليون ونظريته حول الدبابات، وكانت تقصد برهان غليون زعيم المجلس الوطنى السورى الذى قال إن تحركات المراقبين العرب تم تقييدها. وتصل مدة هذا الفيديو، ويبدو أنه تم إنتاجه من جانب متعاطفين مع النظام السورى للسخرية من غليون والجامعة العربية فى آن واحد، ويتحدث عن طريقة إخفاء الدبابة، سواء فى البنايات أو فى أماكن أخرى، ويشكر غليون واصفاً إياه ب”البروفيسور” للفته النظر إلى الخطة الشيطانية التى يقوم بها النظام السورى لإخفاء الدبابات. ومن بين ما تكشف عنه المراسلات أيضاً الصداقة بين أسماء الأسد وميساء آل ثان، ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، وذلك على الرغم من الخلاف السياسى بين البلدين بعد الثورة السورية. وكتبت ميساء لزوجة الأسد فى يناير الماضى، ما اعتبرته الصحيفة عرضاً لاستضافة عائلة الأسد، وقالت، “إن هناك قادة يتنحون ويحصلون على اللجوء السياسى، وقادة آخرين تتم مهاجمتهم بوحشية، أعتقد أن هناك فرصة للرحيل وبداية حياة طبيعية من جديد، وأنا واثقة من أن هناك الكثير من الأماكن التى يمكن أن تلجأوا إليها ومن الدوحة”.وهناك رسالة أخرى من ميساء آل ثان تقول فيها، إن زوجة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان طلبت إيميل أسماء الأسد لمراسلتها، وتسألها إذا كانت تعطيه لها أم لا، فرفضت قرينة الأسد بسبب موقف تركيا من زوجها، وبعد “الإهانات” التى وجهوها له.وتكشف المراسلات البريدية أيضاَ عن أن موقع تويتر قام بإغلاق سلسلة من الحسابات التى كان يُزعم أنها من تأليف الرئيس السورى وزوجته، وناقش مساعدة السيدة الأولى السورية، فارس كلاس القضية مع مسئولى تويتر بشأن 11 حسابا، نصفها باسم السيدة الأولى. وأشارت إلى أن كل الحسابات التى باسم الرئيس تم إغلاقها فيما عدا واحد.وكتب كلاس لتويتر يشكو من أن هذه الحسابات غير حقيقية وطلبوا إزالتها لأنها مضللة، فرد تويتر بالقول، إنه يوقف الحسابات التى تمثل محاولات واضحة للتمثيل، وأن مستخدمى تويتر مسموح لهم لإنشاء حسابات للجماهير وللتعليق وللسخرية. أما عن كيفية حصول الصحيفة على تلك المراسلات، فتقول إن نشطاء سوريين أوضحوا لها أن قصاصة من الورق من أحد العاملين بالحكومة فتحت لهم نافذة على حياة الرئيس وزوجته. وكانت تلك القصاصة مكتوبا عليها عدد من الشفرات، والتى أعطاها الموظف لصديق طلب منه تقديمها لقادة المعارضة وهم يعرفون ماذا يفعلون بها. وإلى جانب ما تكشف عنه تلك المراسلات الإلكترونية من استشارة الأسد لإيران فى كيفية التعامل مع الأحداث فى الداخل، فإنها تظهر أن زوجته أنفقت آلاف الدولارات لشراء المجوهرات عبر الإنترنت. وأظهرت بعض الرسائل أن أسماء الأسد كانت ترتب لشراء وحدة إضاءة من تصميم أرمانى من متاجر هارودز الفاخرة فى لندن، وأنها أرسلت طلبات لشراء حلى من باريس وكانت تتابع تسليم أثاث إلى دمشق. لكن رسالة أرسلتها أسماء إلى زوجها فى أواخر ديسمبر عبرت عن مدى التوتر الذى يعيشه الاثنان، فى الوقت الذى تصاعدت فيه الضغوط الدولية على السلطات السورية لوقف العنف. وجاء فى هذه الرسالة، “إذا كنا قويين معاً.. سوف نتغلب على هذا معاً.. أحبك