أكد الدكتور الناقد حكيم عباس أن الفنانون الذين لا يضعون عنوانا لأعمالهم، يميلون إلى تكرارها، وهروبا من فك رموزها، وعدم وجود ملكية أدبية لديه، أو نوعا من الجهل في قيمة العنوان، جاء ذلك خلال ندوته النقدية التي قدمها في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، مساء أول من أمس، تحت عنوان”قراءة في أعمال تشكيليين سعوديين”. واستعرض حكيم عباس، أعمال الفنانين عبد الله الشيخ وزمان جاسم وهادي الخالدي، من خلال القراءة النقدية والذي اعتبر منهجية ونشاط يمارسه، متناولا الثقافية بمفهومها الشامل “كنظام قيمي ومنتج ثقافي”، لبناء المفاهيم واعادة صياغتها، متناولا أعمال الفنانين، ومعتبرا الشيخ وزمان جاسم مجموعة واحده، وهادي الخالدي بمجموعة أخرى، إذ يمثل الشيخ جيل الرواد وزمان جيل الشباب، معتمدا على رابط مشترك في أعمالهما من حيث استلهامهما للعناصر الثقافية والتراثية المحلية، لكل منهما رؤيته الفنية حول هذه العناصر، ورؤيتهما الأسلوبية، مقارنا بينهما من خلال تحليل تاريخي للعوامل التي أثرت على كل منهما، كاشفا الفرق في رؤيتهما بما يتوازى مع الفارق بين الجيلين من حيث موقفهما من القضايا الرئيسية المتعلقة بالأصالة، متناولا أعمال الخالدي وارتباطها بالمونولوجيا القديمة ومشحونة بالهم الانساني العام. وذكر حكيم عباس أن اللوحة منتج ثقافي مثلها مثل الرواية أو القصة وغيرها من الأنواع الفنية، واصفا اللوحة وكيف يمكن تذوقها من تقنية ولون وعنوان وخامة ومقاس، وأن أعمال زمان والشيخ بها نكهة شرقية و عربية و إسلامية و أن الزخرفة في أعمال زمان هي من التراث الإسلامي. و أخذ على أعمال زمان إغراقها بسيطرة العنصر الزخرفي. ثم انتقل إلى تحليل عملين للفنان هادي الخالدي، ودخل إلى المفهوم التاريخي والفلسفي للسمكة في أعماله، وأنه رسم الماء من خلال الخلفية الزرقاء و رسم أجنة غير مكتملة. وتحدث الناقد التشكيلي يوسف شغري إن هذه القراءة رؤية شخصية خاصة بالمحاضر الذي أضفى ثقافته على الاعمال وحملها ما رأي هو و ليس ما فيها موضوعياً أو ما قصده الفنان، و ذكر أن عدم ذكر عنوان للوحة لا يعد ضعفاً من الفنان فمعظم أعمال موندريان على سبيل المثال ليس لها عنوان وكذلك الكثير غيره من الفنانين، و ذكر أيضاً أن مثل هذه الدراسة يمكن تصنيفها أنها في الإطار الثقافي والحضاري العام وليس النقد التشكيلي والموضوعي للأعمال.