فتحت أحداث تجمع طالبات كليتي التربية والآداب بجامعة الملك خالد بأبها الباب لمناقشة الأوضاع الداخلية للجامعة وتقليب الملفات الساخنة داخل أروقتها ، حيث عجت شبكات التواصل الاجتماعي بالكثير من الاتهامات والأحاديث عن قضايا الفساد التي ترزح تحت وطأته الجامعة الوحيدة بالمنطقة . أهالي المنطقة نثروا همومهم ومعاناتهم مع الجامعة وكشفوا عن مطالبهم من وزارة التعليم العالي وأمير المنطقة في أعقاب حادثة الأربعاء ، ولم تقتصر المطالب على التعاقد مع شركات نظافة لمعالجة الموقف الذي تسبب بتجمع الطالبات ، بل رفعوا سقف مطالبهم إلى مطالبة وزير التعليم العالي بإقالة مدير الجامعة ( 15 عاماً في منصبه )، الذي ذكروا بأنه تغيب عن إدارة الجامعة منذ مايقارب الشهر . أما على أرض الواقع فقد برزت مشاكل إدارية داخل أروقة الجامعة لم تظهر لوسائل الاعلام من قبل ، ممايوحي بأن حادثة الأربعاء كانت نتيجة تراكمات لأحداث تعيشها الجامعة منذ فترة ، حيث تقدم تقدم قرابة الثلاثين من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بطلب الاستقالة قبيل ساعات من أحداث الأربعاء ، وهي معلومة أكدها الكاتب صالح الحمادي ، الذي خصص في الآونة الأخيرة عدة مقالات بجريدة الشرق ، تتحدث عن الفساد في الجامعة نبش من خلالها بعض ملفاتها السرية وتضمنت أسئلة عن التعاقد مع أساتذة أجانب في غير تخصصاتهم ، تزوير عقود تثبيت الموظفين ، توظيف أقارب كبار المسؤولين ،سياسة التطفيش للكوادر المتميزة ، التركيز على التعاقد مع الجنسية البنجلاديشية ، ضعف البحوث العلمية ، محاباة ابن مدير الجامعة ، وغيرها من القضايا الساخنة ، ورغم ذلك فقد التزمت الجامعة الصمت ولم تعلق على مقالات الكتب الست التي نشرها طيلة أسبوعين . أما على مستوى كليات الطالبات فقد كشفت أحداث الأربعاء عن تردي الأوضاع الإدارية داخل الكليات ، حيث تذمرن الطالبات من سوء نظافة المبنى وبقاء النفايات لمدة طويلة وكذلك عن عدم توفر ” كراسي ” للجلوس وتمييز في المعاملة بين الطالبات . اما على مستوى أعضاء هيئة التدريس فقد شهدت الجامعة ، بحسب مصدر موثوق للوئام ، خروج عدد من أعضائها تحت نظام الإعارة هروباً من واقعها ، منهم بينهم أساتذة في كلية الطب أعيروا للعمل في مستشفى أبها . من جهته ، وجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب أحداث الأربعاء ، وأعلنت الجامعة من جهتها شروعها في تحقيقات لتقصي الحقائق ، فيما لم تصدر وزارة التعليم العالي أي تعليق على الموقف حتى اللحظة . ورشحت أنباء لم يتسنى للوئام التأكد منها ، عن نية عدد من أعيان منطقة عسير التوجه لمقابلة سمو أمير المنطقة بهدف إطلاعه على وجهات نظرهم حيال الحادثة . يشار إلى أن التفاعل مع قضية الجامعة تواصل في مواقع التواصل الاجتماعي وشهد مشاركة عدد من العلماء والمثقفين الذين طالبوا بمعالجة الموقف وإقالة المتسبب في تأزم الموقف ، فيما حظي الهاش تاق ” لا للراشد ” المخصص للمطالبة بإقالة مدير الجامعة بمشاركات هائلة توازي المشاركات التي شهدها الهاش تاق المخصص لمناقشة أحداث الجامعة .