أكدت السفارة السعودية بدمشق من خلال بيان رسمي بثته عبر موقعها الإلكتروني أن جهودها الدبلوماسية التي بذلتها كانت سبباً رئيسياً في إطلاق سراح المواطن يوسف الشراري والذي تم إعتقاله من قبل السلطات السورية بسبب شريحة جوال . مؤكدة أن اللقاء الذي أجراه المواطن مع أحد المواقع الإلكترونية (الوئام ) به معلومات مغلوطة وغير دقيقة ,وأنه لاصحة لإدعاءات الشراري بأن التصعيد الإعلامي كان له دور في الإفراج عنه , مشيرة إلى أن السفارة ومنسوبيها تعاملوا مع القضية بحرص تام وجدية كبيرة حتى تم إطلاق سراحه . الوئام بدورها تود أن توضح للرأي العام تفاصيل قضية إعتقال المواطن يوسف الشراري لحظة بلحظة وعلى لسان شقيق يوسف الشراري وأحد أقاربه (محمد سالم الخشيف ) واللذان تواجد في السفارة لعدة أيام وحتى لحظات إطلاق سراح يوسف . حيث روى محمد الخشيف تفاصيل القضية ,مؤكدا بأن يوسف دخل الأراضي السورية يوم الجمعة 12 /12 /1431 ه , وأبلغوه في الحدود السورية بضرورة التوجه لمركز الخطيب الأمني بحي القصور , وعند وصوله لدمشق راجع السفارة السعودية وطلب منهم إرسال مندوب لمرافقته هناك , وأندبت السفارة معه شخص يدعى (قاسم ) والذي تم منعه من الدخول للمركز الأمني , واستمر الأمر عدة أيام بدون توجيه تهمة صريحة ليوسف أو حتى توضيح الأسباب التي أدت إلى استدعائه للمركز . وبعد أربعة أيام رفض مندوب السفارة (قاسم ) مرافقة يوسف للمركز الأمني , وحينها إضطر يوسف للذهاب برفقة صديقه , وبعد 8 ساعات من دخول يوسف للمركز فشل صديقه في الوصول إليه , وكانت تلك اللحظات بداية إختفاء يوسف . وبعد أن حضر والد يوسف وبرفقته الخشيف توجهوا إلى السفارة السعودية والتقوا بفواز الشعلان ,والذي أكد لهم أنه سيقوم بتقصي المعلومات عن يوسف , وطلب منهم العودة بعد ثلاثة أيام بحكم توافق حضورهم مع إجازة نهاية الأسبوع لعله يجد المعلومات الكافية التي تسعدهم. وبعد ثلاثة أيام (والكلام للخشيف ) توجهوا للشعلان مرة أخرى والذي أكد لهم أنه فشل في الحصول على أي معلومات عن ابنهم المعتقل ,وطلب منهم التوجه لقسم الرعايا وهناك التقوا بمسؤول رفيع المستوى , والذي أكد أنه لاحول لهم ولاقوة في هذه الدولة , قائلاً : نحن نعيش في أنظمة الخفافيش , فقوانين الليل يمحوها النهار , وقد أستغرب الخشيف لفظ الخفافيش من المسؤول الكبير ,وسأله هل يعني ذلك أن نترحم على ابننا بلفظ الخفافيش . وبعد أن يأس الخشيف من قسم الرعايا ,التقى بفواز الشعلان مرة أخرى وأبلغه بأن قسم الرعايا اعتذر عن مساعدتهم بحكم أنظمة الخفافيش , وغضب الشعلان من ذلك الوصف وأجرى اتصال هاتفي بالمسؤول وعاتبه على ذلك اللفظ . ثم طلب منهم الشعلان البحث عن حلول بطريقتهم الخاصة عن طريق دفع أموال لبعض السماسرة السوريين البارعين في هذا المجال , وبالفعل توصلوا لإتفاق مع شخص سوري لكي يخبرهم فقط عن مكان إعتقال يوسف , وأشترط دفع مبلغ 200 الف ليرة سوري (16 الف ريال ) وبالفعل تم إيداع المبلغ في حساب الوسيط عن طريق منفذ الحديثة . وبعد عدة أيام أجرى الوسيط السوري إتصالاً بقريب يوسف (الخشيف ) وأبلغه بأن يوسف معتقل في سجن فلسطين , وهو أحد السجون السياسية بسوريا . وبعد محاولات فردية من قبل أقارب يوسف وبعد أن أمضى 21 يوم هناك , أبلغتهم السلطات السورية بأنها خاطبت السفارة السعودية لإرسال تذكرة سفر للمواطن يوسف , فكان رد السفارة بأنه لامجال لإرسال التذكرة إلا بعد 25 يوم ( والكلام لمسؤول أمني سوري ) ,فما كان من الخشيف إلا أن قام بدفع قيمة التذكرة وحجز له عودة يوم الجمعة الماضية إلى الرياض . وأكد الخشيف أنه على استعداد تام للحضور لمكتب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية هو ويوسف ووالده والإدلاء بكل تفاصيل معاناتهم مع السفارة السعودية هناك ,ومدى ماتعرض له يوسف من تعذيب وإهانات في سجن فلسطين ,وعن المعتقلين السعوديين هناك . الوئام ومن واقع دورها الإعلامي ترحب ببيان السفارة السعودية الذي صدر بالأمس , ورغم أن مسؤولاً من أسرة التحرير بالوئام قام الأسبوع قبل الماضي بزيارة للسفارة والتقى بالسفير السعودي وبرئيس قسم الرعايا هناك, ولم يجد منهم إلا أجمل ترحيب واستقبال , الآ أنها تؤكد أن نشر قضية ( يوسف) وتصعيدها عبر الموقع كان من باب واجبها الإعلامي , فلامجال ( للتطبيل أو التزمير ) أمام صوت ودموع مواطن فقد ابنه ولايعلم عن مصيره المجهول مدة شهر كامل . مع أننا سنسعد بإبراز دورها الإيجابي في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة , ولعلنا نلمس منها تحرك ملموس لإنقاذ ثلاثة شبان سعوديين لايزالوا معتلقين منذ ستة أشهر حتى الآن في سجن فلسطين بدمشق بدون تهمة واضحة موجهة إليهم , وسنتابع بكل شفافية ووضوح كل المضايقات أو الإعتقالات الغير شرعية التي يتعرض لها السياح السعودين هناك أو في أي دولة أخرى .