استنكر شباب سعوديون في بيان صحفي ، حصلت الوئام على نسخة منه ، الإساءة التي تعرضت لها المقدسات الاسلامية مؤخراً ، مؤكدين أن الإساءة للمقدسات الدينية جرمٌ عظيمٌ عند الله سبحانه وتعالى وأذى للمؤمنين . كما استنكر الموقعون على البيان وعددهم أربعون ناشطاً ، الطريق الذي سلكه بعض الناشطين في الوسط الدعوي في التعامل مع الأحداث ، والعمل على تصفية بعض التيارات المخالفة انطلاقاً من قضية الكاتب حمزة كاشغري . وناشدوا في ختام البيان ، جميع النخب بأن يقوموا بواجبهم الديني والوطني تجاه الهبات الجماهيرية وذلك بترشيدها لا الانجراف معها أو استغلالها . وفيما يلي نص البيان : الحمد لله الذي قال في محكم التنزيل: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وصلى الله وسلم على نبيّنا الأمين الذي قال: ((إنما بُعِثْتم مبشرين لا منفرين)”. أما بعد: فإننا كأبناء لهذا الوطن وغيورين على الدين تابعنا باستياءٍ بالغٍ ما حصل مؤخرًا في وطننا العزيز من إساءاتٍ للمقدسات الإسلامية واستمر استياؤنا مصحوبًا باستغرابٍ واسعٍ من الطريق الذي سلكه بعض الناشطين في الوسط الدعوي- رموزًا وأتباعًا- في التعامل مع الأحداث، بالعمل على تصفية بعض التيارات المخالفة لها إنطلاقًا من قضية حمزة كاشغري، واستخدام لغة التكفير والتخوين الذي يهدّد السلم الأهلي، في ابتعادٍ واضحٍ عن روح الإسلام الذي استطاع أن يستوعب جميع النِّحَل والملل في كيانه الحضاري، ومما زاد تعجبنا أن يحصل هذا في وقت تجتمع فيه التيارات المختلفة لمصلحة أوطانها في البلدان العربية الأخرى، ولذلك بادرنا لتوضيح موقفنا في النقاط التالية : 1- نعتقد أن الإساءة للمقدسات الدينية جرمٌ عظيمٌ عند الله سبحانه وتعالى وأذى للمؤمنين، وبالرغم من ذلك إلا أننا نتمسك بأن الطريق السليم والشرعي للتعامل مع الفكر هو الفكر ولا غير، وأن أساس الحضارة الإسلامية هو إقامة التصورات والعقائد بناءً على البراهين وهذا ما امتازت بها حضارتنا، لا على الإكراه ولا على التعدي علي المخالف والاستعداء عليه، وفي ذلك يقول المولى عز وجل: {قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين}. 2- وبناءً على ذلك فكما أننا نؤكِّد رفضنا للتحريض والملاحقة التي اشترك فيها بعض الرموز الدعوية والتي تشي بقيادتنا لمجتمعٍ يلاحق فيه الناس باسم التعدي على الثوابت الدينية والتفتيش في نواياهم مستصحبين بذلك روح صراعاتٍ سابقة، فإننا نرفض كذلك التحريض والاستعداء من أي تيارٍ آخر، وهو ما قد دأبت عليه رموزٌ ليبراليةٌ متطرفةٌ في بلدنا منذ زمن. 3- نناشد جميع النخب بأن يقوموا بواجبهم الديني والوطني تجاه الهبات الجماهيرية وذلك بترشيدها لا الانجراف معها أو استغلالها، ونخصّ بذلك الدعاة بأن يقوموا بأدوارهم كدعاة لا قضاة، ورحم الله أحد الدعاة حين قال: “(ولقد قلنا مرارًا إننا التزمنا أصلاً لا محل للخروج عليه وهو ألا نتعرض للأشخاص بحكم وإنَّما نعلن الأحكام الشرعية تاركين لكل مستمع أن يضع نفسه في الموضع الذي هو أعلم بنفسه أنه ينطبق عليها، وقلنا مرارًا أننا دعاة ولسنا قضاة) “. وفي الختام فإننا نذكر بأنَّ أيَّ تأجيج من أي طرف يتناقض جذريًّا مع مصالح الوطن، فتقدم الوطن مرهونٌ بقدرة التيارات المختلفة على التعايش بل التعاون، ونحن قادرون على ذلك بإذن الله، فنحن شعبٌ ينتمي لحضارةٍ عظيمةٍ قامت دولتها الأولى علي أساس “وثيقة المدينة” والتي أسست للتعايش حتى مع أهل الأديان الأخرى، كما نذكر بأنه لا يمكن تحقيق ذلك خارج دائرة الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو المنهج الدعوي الأصيل الذي كان أحد رموزه الإمام حسن البنا رحمه الله فكان يحتوي الآخر بدل مصادمته، ولو شُكِّكَ في بعض ثوابت الدين،كما حصل له مع طه حسين ومحمد خلف الله ومكرم عبيد وغيرهم، والله نسأل أن يحفظ لنا وطننا وأن يهدينا إلى سواء السبيل. أسماء الموقعين : أحمد سعد العوفي أسامة الغامدي أنس باباسط بدر الجعفري بندر محمد مقري حسن الشريف رامي فهد الخزي سلطان السفياني صالح السفياني عبد الرحمن الجعدي عبد العزيز حسين الردادي عبد الله مطر الحجيلي عماد عبد الرزاق بخاري عيضة إبراهيم المطرفي محمد آل شبيلي محمد بريك العلياني مجدي صالح قاري مروان القرني معاذ عبد الله آل عبد الرحمن هاني عبد الرحيم المنيعي أحمد مسفر القرني أسامة صالح الحربي أيمن حبيب فلاتة بندر عاتي ثامر الزايدي حمدان يوسف الحمدان سامي يحيى صالح الرشود طارق المبارك عبد الرحمن وليد دادا عبد العزيز الحيص عبدالسلام عبدالملك علي سروجي عمار بسام يماني ماجد جعفر الغامدي محمد أمين تركستاني محمد خالد العجيمي مشعل الهمامي معاذ بادحدح مهند عبد العزيز بابصيل ياسر سامي فضل الله