مما لاشك فيه أن خطبة الجمعة مناسبة أسبوعية وشعيرة دينية موضوعات مملة ومتكررة تنفر السامعين و تبغضهم في الجمعة والجماعة لا يجد المتلقي اي فائدة من حضوره سواء التخطيط للمستقبل او الانشغال في التفكير لكيفية سرعة وانهاء الخطيب الخطبة كيف لنا أن نجعل من خطبة الجمعة حديثا لا يمل ، و هل يحتاج خطباءنا إلى دورات في مهارات الكتابة والإلقاء و الخطابة “الوئام” تطرح تساؤلات عديدة حول ضعف مستوى خطبة الجمعة ودورها في إحجام الناس عن حضورها والاكتفاء بحضور الخطبة الثانية أو الصلاة. في البداية يقول ابراهيم علي الجابري طالب في كلية الطب بجامعة طيبة أن يوم الجمعة يتميز عن باقي الأيام بصلاة الجمعة التي يجتمع لها جميع سكان الحي لاداء الصلاة جماعة وسماع الخطبة التي يفترض انها تكون ذو فائدة حيث للأسف أن أغلب مواضيع الخطب تكون تكرار لمواضيع سابقة او نسخ لخطب جاهزة من مواقع مخصصة في الانترنت و قد يكون مضمونها بعيد عن تفكير المجتمع الذي تلقى فيه الخطبة . وتابع الجابري من النماذج الرائعة للخطب التي تلقى هي خطب المسجد الحرام والمسجد النبوي ومواكبتها لهموم المجتمع وعرض المشاكل والحلول في قالب تربوي اسلامي . وقال التربوي أحمد الجهني خطبة الجمعة فضلا على أنها عبادة فإنها منبر هام لنشر الوعي بين المسلمين وتوعيتهم وارتباط موضوع الخطبة بحياة الناس أمر هام بدأنا نفتقده عند بعض الخطباء فإذا كان كل كلام عام يجب أن يراعى فيه مقتضى الحال فإنه في خطبة الجمعة أكد وأوجب فموضوع الخطبة في القرية الصغيرة ذات المستوى التعليمي البسيط ليست كموضوع الخطبة في المدينة فمراعاة أحوال الناس أمر هام . وتابع الجهني حديثه قائلاً وجدت أحد الخطباء يخطب في مسجد سوق الخضار الذي يعج بالباعة البسطاء والمتسوقين وكان يخطب في موضوع عام مع أن بعض الباعة كان يمارس عملية البيع والشراء أمام المسجد والخطيب يخطب جهلاً منهم فكان من الفائدة لهم لو أنه جعل بعضاً من خطبهِ تدور حول نشاطهم وتوضيح حكم الإسلام في بعض تلك الممارسات الخاطئة . ثم إن الخطبة يجب أن تواكب الحدث البارز أنا لا أقول بأن تتحول الخطبة وكأنها نوع من تغطية الأحداث لكن أتمنى لو أن الخطيب يربط بين الحدث والعبرة المستفادة منه فيكون الأثر أقوى وأمكن في النفوس وهذا لا يتأتى إلا بالتأهيل والتدريب ، ثم إن طول الخطبة وقصرها أمر هام يغفل عنه بعض الخطباء فتجد أحدهم يطيل حد الملل وبعضهم يختصر حد الخلل وكلنا نعلم أن من فقه الرجل قصر خطبته ولكن ليس بالقصر المخل . وهناك نماذج جميلة في مساجدنا لخطباء لم تغب عن أذهانهم هذه الأمور فكانت خطبهم دروس مستفادة عالقة بالأذهان تتجدد كل يوم جمعة بدرس جديد أذكر من هؤلاء الشيخ الفاضل صالح المغامسي خطيب مسجد قباء ، وقد رأت الدولة أهمية إعداد الخطيب فأنشأت معهد الأئمة والخطباء للارتقاء بالخطباء وإن كان لايستطيع وحده أن يسد ذلك النقص . وقال نايف بن عبدالعزيز مكي طالب في كلية الهندسة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من المؤسف في خطب الجمعه أنها تؤدى بطريقة تقليديه من دون مراعاة لمهارات الخطابة والمؤلم أنك تشعر وكأن بعض الخطباء يُجند كلماتها للنيل من آذان المصلين بحدة الصوت وإرهاب مسامعهم في حين لايُعتد بها كفرصة للمناصحة والتذكير بالله ونعلم أن للخطابه تأثيرا كبيرا على سائر المجتمع على مر العصور بالفعل يحتاج الخطيب بأن يشعر بأنه جزء من نسيج هذا المجتمع ليستطيع التأثير به وتابع مكي في بعض الخطب شعرت وكأنني سجين قُدم للعقاب من حدة صوت الخطيب وبعض عباراته. ويقول الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن ابراهيم العسكر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليست كل الخطب مملة لكن ابتلينا بجموع من المصلين يأتون للصلاة روتينا ومنهم عدد كبير لايأتوا الا في نصف الخطبة أو آخرها ومنهم من يكون حاضرا بجسمه دون عقله . وهناك قليل هم الذين يتابعون ويستفيدون وهناك بعض الخطب مكرورة وغير منضبطة بالشروط الشرعية للخطبةوتابع العسكر لكن الناس زهدوا في الاجر و يبحثون الان عن الاثارة والسياسة في الخطب ومهاجمة الحكام والمسؤلين. وبسؤاله لو حضرت وسائل التقنية الحديثة في خطب الجمعة و قال الخطبة عبادة ودين لها ضوابطها الشرعية مثل الصلاة وليست مجالا للاختراع. و يقول الدكتور خالد بن سليمان الذكير خبير لغة الإشارة ومترجم خطبة الجمعة في المسجد النبوي الشريف لذوي الاعاقة السمعية من الضرورة توجيه برامج تخصصية متنوعةمن شأنها الارتقاء بهذه الفئة نحو الأفضل و من ضمن تلك البرامج خطب الجمعة للصم والبكم أقصد ترجمة خطبة الجمعة للصم ونقلها على الهواء مباشرة مما كان له عظيم الأثر في نفوس هذه الفئة من ذوى الإعاقة السمعية الذين تمكنوا من الاستفادة منها ليس فقط على المستوى المحلي بل على مستوى العالم بأسره وكانوا الصم قبل الترجمة لا يمكنهم الاستفادة من خطب الجمعة حتى أن بعضهم كان لا يحضر إلا وقت الصلاة لمعرفته أنه لا يمكن الاستفادة منها ، و أنا أقول أنه لا يمكن الاستفادة 100%100 ولكن مابين 70 – 90 % وهذه نسبة كبيرة لو قارنها قبل الترجمة وهذه أحد الطرق التي تساعد المعاقين سمعيا علي فهم خطب الجمعة . و تقول الدكتورة عهود الرحيلي الاخصائية النفسية والمحاضرة بجامعة طيبة أن من أهم العوامل النفسية لشرود الذهن فيما يختص بمواقف معينة هو عدم اهتمام الفرد بموضوعات هذه المواقف وعدم إشباعها لحاجاته المعرفية وعدم ملامستها لواقع الفرد، كما أن القدرة على جذب انتباه شريحة الشباب أكثر صعوبة منها مع الراشدين، لا سيما وان المنبه السمعي أضعف إثارة من البصري وشباب اليوم هم شباب التكنولوجيا المصوّرة، وبالتالي يجب على الخطيب أن يراعي سيكولوجية جميع الفئات العمرية في المجتمع وحاجاتهم، فملامسة بعض الخطب لمشكلات الشباب الحياتية اليومية عامل جذب رئيسي لانتباههم، بالإضافة إلى أن حياة الشباب الديناميكية جعلتهم سريعي التشتت والملل في حال طال وقت الخطبة، كما ولابد أن لا يغفل الخطيب عن أهمية دور الصياغة اللغوية البسيطة وطريقة الإلقاء المثيرة في جذب انتباه فئة الشباب الذي يبحث عن المعلومة والفائدة في أبسط وأسرع طرقها.