عن هيئة مكافحة الفساد تحدث الكاتب عادل الحوشان عن هيئة مكافحة الفساد في مقاله الأخير بصحيفة الوطن واعتبر أن من ضمن نمط العمل الحكومي المكرّر أصلًا، ولكنها تترك الأسئلة عالقة والإجابات خاضعة للتخمين، وإلا فإن الأمثلة أكثر من أن تُحصى حول تحقق ووقوع الفساد في الكثير من الظروف والأحداث التي لا تحتاج إلى شاهد بقدر ما تحتاج إلى شهيد. وتساءل “ما هو الفساد الذي ستحاربه الهيئة الوطنية، على أي مستوى، وما هي مهامها؟ وما هو نوع الفساد وتعريفه ومفهومه؟ بعضهم يسأل عن الإجراءات التي ستتم؟ وهل هناك مستوى محدّد تتوقف الهيئة الوطنية عنده؟.. أسئلة شائكة لا أحد يعرف إجابتها”. لمطالعة المقال: رائحة فساد حتى الآن لا يمكن اعتبار هيئة مكافحة الفساد (الهيئة الوطنية) إلا جهازًا حكوميًّا يُضاف إلى العديد من الأجهزة التي نجهل مهامها الرئيسية، فهي ليست جهازًا أمنيًّا بيّنًا، ولا مدنيًا بيّنًا، ولا أخلاقيًّاً بيّنًا.أولى خطوات هذا الجهاز في مكافحة الفساد تمت من خلال «صراع» بين جهازي (الصحة والهيئة) حول كشف فساد في أحد المستودعات.. وكشفت الصحف المحلية عن التفاصيل.الصراع الذي حدث بين مسؤولي الجهازين أن الهيئة أعلنت أنها اكتشفت، والصحة ردّت أنها هي من أبلغت، وعادت الهيئة لتؤكّد أنها «اكتشفت» أكثر مما أبلغت عنه الصحة، ودخلنا الدوامة التي كنّا نتوقّع من أحدث أجهزة الدولة الحديثة أن يتخلص من أخطاء كل الأجهزة الحكومية ولا ينحاز سوى للضمير الوطني وللفكرة التي أسسته كجهاز مفصلي للمرحلة، لا أن يبدأ في دخول معركة الإنجازات الورقية.الأسئلة التي تدور في أذهان الناس: ما هو الفساد الذي ستحاربه الهيئة الوطنية، على أي مستوى، وما هي مهامها؟ وما هو نوع الفساد وتعريفه ومفهومه؟ بعضهم يسأل عن الإجراءات التي ستتم؟ وهل هناك مستوى محدّد تتوقف الهيئة الوطنية عنده؟.. أسئلة شائكة لا أحد يعرف إجابتها. في مواقع التواصل الاجتماعي هناك موقع خاص تحت مسمى (هيئة مكافحة السعودية) آخر إعلاناته أن أمانة إحدى المدن خصّصت منحًا جديدة لمواطنين من أفراد عائلة واحدة ومن عوائل ميسورة وذكرت في القائمة أسماء العائلات مع إخفاء الاسم الأول وأن الهيئة تبحث في طرق لتلافي ذلك مستقبلاً!لا أعرف إن كان ذلك الموقع رسميًّا للهيئة، خصوصًا أن محركات البحث لا توصل بموقع رسمي للهيئة وأرقام الهواتف لا يرد عليها أحد لأكثر من عشرة اتصالات، وفزعة الأصدقاء لم تجد للبحث عن طريقة للوصول، ولم يُتح عدا هذا الموقع.وفي تعريفها لعملية المكافحة تعيد الهيئة تكرار العموميّات «أنها عملية ديناميكية مستمرة تستند إلى رؤية ورسالة واضحتين للأمدَين القريب والبعيد، تتم بموجبها تحديد الأهداف الوطنية التي تضمن بناء مجتمع نزيهٍ وشفاف وفعَّال، وهي تعمل على ترسيخ ثقة المواطنين بالمؤسسات الوطنية من خلال تنفيذ سياسات فعَّالة لمعالجة الظواهر السلبية وكشف مواطنها ومعالجة أسبابها». كل هذه الخانات والتفاصيل تكرّر على حياتنا نمط العمل الحكومي المكرّر أصلًا، ولكنها تترك الأسئلة عالقة والإجابات خاضعة للتخمين، وإلا فإن الأمثلة أكثر من أن تُحصى حول تحقق ووقوع الفساد في الكثير من الظروف والأحداث التي لا تحتاج إلى شاهد بقدر ما تحتاج إلى شهيد.