من أهم الأمور التي تواجهني كمبتعثة، ما يطرحه بعض الزملاء والزميلات من مختلف الجنسيات من التساؤلات التي تدور حول بلدي السعودية بشكل عام، وعن دين الإسلام بشكل خاص. أحاول كثيرا أن أعطي إجابات منطقية، يسهل على السائل فهمها، وكثيرا ما أنصح زميلاتي- وقد أكون مخطئة- أن يُجبن إجابات لا تتولد منها أسئلة أخرى، خاصة إن كانت أسئلتهم من باب الهجوم لا الفضول. يلاحظ هؤلاء وجود اختلاف في طريقة ارتداء الحجاب بين المبتعثات، فمنهن من تستر شعرها، ومنهن من تغطي وجهها، ومنهن من ترتدي النقاب، وهكذا.. هذا الأمر يثير التساؤل لدى الآخرين، وفي إحدى المرات سألني زميل يهودي عن سبب تغطية وجه إحداهن، وما إذا كان ذلك يدل على أنها متزوجة أم لا، لم أشأ أن أدخل معه في نقاش الحكم الشرعي في كشف الوجه، فالرجل يجهل الإسلام كثيرا، فأجبته: “إنها تود أن تكون أكثر تدينا إن لم تكن كذلك”، واستفسر مرة أخرى عن أمور أخرى، منها سؤال حول تطبيق حد القصاص، ومتى يطبق ذلك في الإسلام ؟ ” فأجبته إجابة مختصرة، وسمعت إحدى زميلاتي الحديث بيننا، فحدثتني بصوت مرتفع باللغة الإنجليزي وطلبت أن أخبره، أن حالات القصاص تطبق أيضاً على بعض أنواع الجرائم الأخلاقية، وهو الأمر الذي ولد لدى السائل استفسارات كثيرة بخصوص هذا الأمر، وخاصة حول المرأة، واحتجنا وقتاً طويلاً لشرح عدد من الأمور التفصيلية الأخرى، وإيضاح أن الأحكام الشرعية تتطلب عناية تامة، وهناك أمور كثيرة تبنى عليها، وليست بتلك السطحية التي يعتقدها الآخرون. وغالباً ما كان موضوع المرأة في الإسلام محور نقاش، حيث يعتقد كثير بأن الإسلام هضم حق المرأة، ونضطر لإيضاح الحقيقة، وضرب الأمثلة الكثيرة، ونذكر من تلك الأمثلة حق المرأة المتزوجة في النفقة، ووجوب التزام الزوج بها، ووجوب طاعة الأم وكسب رضاها. وكانت المداخلات كثيرة، من بعض الزميلات، ومنهن من تخطئ وأخرى تصيب، إلا أن الأسئلة لا تنتهي أبداً، ومع كل تساؤل تزداد أهمية إيضاح الصورة الحقيقة للإسلام، وسماحة تعاليمه، وقبل ذلك يجب الإلمام الكافي بتلك التعاليم للإجابة عليها، أو اللجوء لسؤال من هو أعلم، والبحث عن إجابات أقرب للصواب، وعدم الاجتهاد بشكل خاطئ يعكس صورة غير واقعية.