اتفق مسرحيون على أن المسرح المدرسي مغيب تماما عن المشهد التعليمي، وأن وزارة التربية والتعليم لا تهتم بهذا الفن، فضلا عن أن البنية التحتية لتعليم الطلاب فنون ومهارات المسرح غير موجودة في المدارس، داعين إلى تطهير إدارات التربية والتعليم من المشرفين المسرحيين غير المنتجين، وتعيين معلمين أصحاب خبرة في المجال. يقول الناقد المسرحي نايف البقمي ل"الوطن": إن المسرح المدرسي غائب تماما في المدارس، وإن ما يحضر فيها مشوه يقوم على أشخاص لا علاقة لهم بالمسرح، مؤكدا أن السبب يعود إلى وجود مشرفين للمسرح لا يعرفون ألف باء هذا الفن، ووجودهم هو لمجرد الوصول لمرتبة وظيفية تريحهم من التعليم، مع العلم أن أكثر المسرحيين الموجودين في الوسط الثقافي من مخرجين وممثلين وكتاب ونقاد ينتمون لوزارة التربية والتعليم ويعملون في مدارسها، إلا أنه لأسباب قد تعود لتوجه ما أو أدلجة يرغبها المشرفون على النشاط في إدارات التربية والتعليم لا يتم اختيارهم للإشراف على النشاط المسرحي الذي فقد مكانته بعد قرار دمجه مع النشاط الثقافي بعد أن كان مستقلا في السابق، فضلا عن عدم وجود رواد للنشاط لهم دراية مسرحية ومعرفة حقيقية، ناهيك عن البنية التحتية الغائبة في معظم مدارس المملكة. وأضاف أن الوزارة لديها لجنة لتطوير النشاط المسرحي، إلا أنها لم تقدم المأمول منها منذ سنوات، داعيا إياهم إلى ضرورة القيام بواجبهم أو تقديم استقالاتهم وترك المجال لآخرين قادرين على الإفادة، مشيرا إلى أن معاناة المسرح المدرسي ستنتهي عندما يتم تطهير إدارات التربية والتعليم من الأشخاص غير المنتجين والموجودين – فقط - لتقديم مصالحهم الشخصية على تطور المسرح لدينا. الممثل والمخرج المسرحي سلطان أحمد النوه قال "لا يختلف أحد على أهمية ما يقدم في المدرسة ذلك المكان الذي يقضي فيه الطالب وقتا طويلا من يومه، فدور المدرسة يجب أن يتعدى كونها مكانا يهتم بالعلوم والمعرفة بل يجب أن يشمل جميع مجالات الحياة أو ما يطلق عليه مفهوم "الثقافة" بوجه عام، ولعل "المسرح" من أهمها؛ فمن خلاله يتعلم الطالب الثقة عند مواجهته للجمهور ويكسب المعرفة والتربية والعمل الجماعي والتخيل والتحليل والإدراك والقدرة على الأداء الجسدي والصوتي ويناقش من خلاله قضية تهمه وتهم من يشاهده ويتابعه". وبين أن المسرح في الماضي كانت له صولات وجولات ولكنه اليوم مغيب بسبب عدم قدرة المكلفين بالإشراف عليه على تفعيله لعدم وجود إلمام بالمسرح من قبلهم، واهتمامهم بنشاطات أخرى كونه يندرج تحت شعبة النشاط الثقافي في إدارات التربية والتعليم ولا توجد استقلالية خاصة به، داعيا إلى تعيين المعلمين ذوي الخبرة في المجال المسرحي مع زيادة الوعي بهذا النشاط في المدارس، وإيجاد تعاون بين إدارات التعليم والمؤسسات المسرحية كجمعيات الثقافة والفنون "لجنة المسرح" وذلك لزيادة الثقافة المسرحية لدى المشرفين التربويين، وإقامة دورات مسرحية مكثفة للمعلمين والطلاب، وإشراك الإعلام بجميع فروعه في زيادة تفعيل هذا النشاط المنسي. المسرحي ومدير الأندية الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز، عبدالله باحطاب قال ل"الوطن": إن الصفوف الأولى للتعليم من المراحل المهمة لتكوين شخصية الطفل وهي الخطوة الأولى لاكتشاف الموهبة، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بالطلبة ورعاية مواهبهم في الإلقاء والتقديم والإنشاء وهذه المواهب من العناصر الرئيسة في المسرح، والحرص على تبني المواهب واكتشافها، وتجهيز خشبة مسرح وقاعة عرض في كل مدرسة، وتنظيم مهرجان مسرحي للمدارس حسب توزيعها جغرافيا في مدنها، على أن يشكل فريق مسرحي على مستوى المدينة، وإقامة مسابقة مسرحية فيما بينهم.