بدأ وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب مهمة عمله الجديدة أمس السبت بعد أداء القسم الدستوري الخميس المنصرم أمام المشير حسين طنطاوي، ضمن تعديل وزاري محدود ضم وزارات التعليم العالي والقوى العاملة ووزير مجلسي الشعب والشورى إلى جانب الثقافة. يأتي هذا التغيير الوزاري في الوقت الضائع حيث ستجرى المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية 24 مايو الجاري، وتليها المرحلة الثانية في شهر يونيو (إذا لم تحسم الانتخابات من الجولة الأولى)، وبعدها ووفقا للقانون ستقدم وزارة الجنزوري استقالتها للرئيس الجديد وتشكل وزارة جديدة. فكان ما طرأ على حقيبة وزارة الثقافة تحديدا مثارا لسخرية وتندر كثير من المثقفين ففي الوقت الذي بقي فيه فاروق حسني وزيرا على مدى أكثر من 23 عاما في عهد مبارك شهد المنصب ذاته تعاقب خمسة وزراء منذ اندلاع الثورة في يناير 2011 وحتى الآن وهم بالترتيب: جابر عصفور، محمد الصاوي، عماد أبو غازي، شاكر عبد الحميد، ثم صابر عرب الذي شغل لعدة سنوات منصب رئيس دار الكتب والوثائق القومية، وكان قد بلغ سن المعاش (التقاعد) العام الماضي وغادر منصبه، ليعود للعمل كأستاذ للتاريخ الحديث بجامعة الأزهر وهو صاحب مؤلفات عديدة في تاريخ العرب. وقد ترددت أخبار عن رفض صابر عرب منصب وزير الثقافة في البداية واتجهت الترشيحات إلى رئيس الهيئة العامة للكتاب أحمد مجاهد إلا أن الأمر انتهى عند صابر عرب الذي أكد ل"الوطن" أن قبوله تولي هذه المسؤولية "جاء من منطلق وطني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد والتي تحتم على الجميع العمل والتكاتف لعبور هذه المرحلة الانتقالية". وكان وزير الثقافة السابق د.شاكر عبد الحميد قد حضر اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء الماضي واتجه بعدها عائدا إلى بيته بعد أن أبلغه رئيس الوزراء بقرار تعيين صابر عرب، ومذاك لم يذهب إلى مكتبه في الوزارة. فيما نفى عبد الحميد أن تكون قد تمت إقالته مؤكدا: أنا الذي طلبت إعفائي في أول فرصة لأي تعديل وزاري فالظرف الحالي لا يتيح العمل كما ينبغي، واصفا ال150 يوما التي قضاها في الوزارة بأنها فترة تعب ومعاناة، غير أنه عاد ليقول "لكنها شهدت أيضا إنجازات عديدة بدأها وزراء سابقون وأكملتها مثل افتتاح مسرح الهناجر ومسرح "بيرم التونسي" وإقامة معرض الكتاب ومهرجان الأقصر السينمائي ومؤتمر الثورة والثقافة وغيرها من الأحداث الثقافية". وأكد عبدالحميد أنه سيعود لعمله الأكاديمي الذي كان يتوقع العودة له في أي وقت مرحبا بخليفته صابر عرب، ومعبرا عن سعادته بهذه الفترة الجديدة التي تعيشها مصر، وقال "إنها مرحلة لا مجال فيها لاستعمار الكراسي، فهذا ماض لن يعود".