تزامناً مع التطوير العمراني السريع في مدينة تبوك، بدأت مخلفات البناء تشكل هاجسا لدى ساكني بعض الأحياء، بعد أن تترك بقايا مواد البناء أحيانا لمدة طويلة، مما يجعل منظرها مشوّها للأحياء، إضافة إلى كونها سببا في انبعاث الروائح الكريهة. المواطن أحمد العنزي "أحد ساكني حي المروج" ذكر أن الحي يعتبر من الأحياء الحديثة بالمنطقة، وعملية البناء فيه تعتبر همّا يوميّا، إلا أن المؤسف هو ترك مخلفات البناء بعد الانتهاء من أعمال البناء بالأراضي المجاورة، حيث تصبح مغطاة بأكوام من الخشب والحديد وقطع الحجارة، وتعمل على تشويه الحي، وتنبعث منها روائح كريهة، وطالب العنزي الجهات ذات الاختصاص بمراقبة أعمال البناء، ووضع حد لهذه الظاهرة التي بدأت في التزايد. أما المواطن ياسر العطوي، الذي يسكن حي القادسية، فقد ذكر أن مخلفات البناء هذه تعد أمرا خطرا، فهي تهدد حياة الأبناء الذين أصبحوا يعانون من أمراض الربو والحساسية نتيجة استنشاقهم لتلك المواد. بينما بيّن المواطن علي الأسمري، وهو أحد المتضررين من هذه الظاهرة؛ بأنه انتقل من منزله الذي كان يقطنه في حي "المصيف" بسبب تراكم أدوات البناء التالفة أمام منزله، رغم محاولته نقلها عن منزله أكثر من مرة، لكن محاولاته هذه لم تفلح، وأضاف الأسمري "يجب محاسبة المتسبب في تراكم هذه النفايات، وسرعة نقلها خارج النطاق العمراني". فيما ذكر أحد المقاولين - طلب عدم ذكر اسمه - "إن عملية نقل مواد البناء التالفة ليست من مسؤوليتنا، وإنما هي من اختصاص صاحب المنشأة، إلا إذا كان هنالك اشتراطات في العقد تلزم المقاول بنقل مواد البناء التالفة بعد الانتهاء من العمل"، واعترف بأنهم يقومون بنقل هذه المواد لأماكنها المخصصة في حال لم يجدوا أرضا مجاورة للمنشأة التي يتم العمل فيها. "الوطن" حاولت الاتصال بمدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة تبوك أحمد الشهري، إلا أنه لم يرد، وفي اتصال لاحق معه طلب إرسال الأسئلة عبر خطاب رسمي، وتم إرسال الخطاب منذ نحو أسبوع إلا أنه لم يرد أيضا حتى إعداد هذا التقرير.