في الوقت الذي أنهت فيه لجنة مشكلة من وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أكثر من شهر تحقيقاتها مع منسوبي مركز التأهيل الشامل في نجران حول تداعيات بقاء جثة معاق داخل ثلاجة الموتى لمدة شهرين نقل من المركز بعد تعرضه لانتكاسة صحية إلى مستشفى الملك خالد بالمنطقة، حيث فارق الحياه هناك ولم يبلغ والده بالوفاة إلا بعد مدة تجاوزت الشهرين، باشرت لجنة مشكلة من وزارة الصحة أعمالها أمس للتحقيق مع موظفي المستشفى لكشف القصور في عدم إبلاغ ذوي المعاق المتوفى في حينها. وفيما رفض رئيس اللجنة مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة الدكتور رياض الخليف الإدلاء بأي تصريح، أكد مصدر مسؤول أن اللجنة استدعت كل شخص داخل المستشفى له علاقة بالموضوع لأخذ إفادته تمهيدا لرفعها للوزارة لإصدار التقرير النهائي حول الموضوع. وأوضح مدير مركز التأهيل الشامل بنجران عبدالله آل عيشي البارقي في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن المعاق المتوفى مبارك الدوسري "17 عاما" كان يرقد داخل قسم العناية المركزة ولم يسمح المستشفى بوجود مرافق مع المريض، حتى توفي وتم نقله لثلاجة الموتى، مبينا أنهم فوجئوا بعدم تسجيل المستشفى لاسم المتوفى ضمن الجثث التي تدخل الثلاجة ولم يتم تسجيله إلا في نفس اليوم الذي تسلم والده فيه جثمانه. وأكد البارقي أن إدارة المستشفى لم تبلغ المركز نهائيا بالوفاة ولا يوجد لديهم أي محضر يثبت عكس هذا الكلام، إضافة إلى منعهم من متابعة الحالة على الأقل للاطمئنان عليها. وبين والد المتوفى فالح الدوسري أن سبب عدم زيارته لابنه بصفة دورية قبل وفاته كونه من سكان محافظة وادي الدواسر التي تبعد عن نجران 300 كلم، إذ إنه وطول هذه الفترة لم يبلغه أحد بوفاة ابنه، مضيفا أنه أبلغ من قبل صحة المنطقة الأسبوع الماضي بالحضور لمقابلة اللجنة لاطلاعها على تفاصيل القضية منذ بدايتها، مؤكدا أنه أبلغ اللجنة بمطالبته بالحقين العام والخاص وإنصافه من المتسبب في إهمال جثة ابنه لشهرين دون علمه، وكان الطفل المعاق المتوفى مبارك "17 عاما" من نزلاء مركز التأهيل الشامل وجرى تحويله بتاريخ 30 شوال 1432 إلى مستشفى الملك خالد في المنطقة إثر تعرضه لضيق في التنفس حيث أدخل العناية المركزة، وتوفي بتاريخ 1 ذو القعدة ولم يبلغ بوفاته إلا في 14 محرم 1433.