اقتحمت قوات الأمن السورية فجر أمس جامعة حلب وأطلقت النار فيها مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الطلاب واعتقال آخرين، فيما يتابع المراقبون الدوليون مهمتهم في البلاد لمراقبة وقف إطلاق النار وسط خروقات يومية متصاعدة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب إن "عناصر من الأمن اقتحموا المدينة الجامعية ليلا بأعداد كبيرة وأطلقوا النار في حرم الجامعة، وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي بإسقاط النظام". وقتل جراء ذلك أربعة طلاب على الأقل، وجرح 28 آخرون، واعتقل نحو 200 طالب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من أحياء المدينة نصرة للجامعة، بعدما ترددت أنباء ما جرى في الجامعة بين السكان، بحسب تنسيقيات مدينة حلب ثاني المدن السورية، التي تشهد منذ أشهر تصاعدا في الاحتجاجات الشعبية والطلابية والنقابية. كما خرجت تظاهرات تضامنا مع الجامعة في عدة مناطق لا سيما في درعا ودير الزور، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية. كما خرجت تظاهرة في ساحة الجامعة احتجاجا على أحداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع. إثر ذلك، أعلنت إدارة جامعة حلب تعليق الدروس في كافة كلياتها "بسبب الظروف الحالية". وقال محمد الحلبي إن "الطلاب منعوا من دخول الجامعة وأبلغوا بهذا القرار كما أبلغوا بقرار إغلاق المدينة الجامعية إلى أجل غير مسمى". وأضاف أن عناصر الأمن "اقتحموا مساكن الطلاب قبل الظهر وطردوا الطلاب ورموا ممتلكاتهم وأحرقوا بعض الغرف". وأدان البيت الأبيض الهجوم على طلبة جامعة حلب قائلا "ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت خطة السلام"، متهما الرئيس بشار الأسد بأنه لم يبذل أي جهد لتنفيذها حتى الآن. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "إذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الأسد". وأضاف "الانتقال السياسي ضرورة ملحة في سورية". ومن جهته اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف. وقال للصحفيين في حمص "عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي، أنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها". وفي سياق متصل نفذت قوات الأمن السورية مداهمات في الأراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب بمدينة دوما بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان إن قوات الأمن اقتحمت مدينة يبرود. وفي ريف حمص قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد أحد معاقل الجيش السوري الحر في حمص.