ساهمت قلة حاضنات أعمال المشاريع النسائية وغياب تدريب الكوادر الوطنية وتراجع استقدام العمالة وعدم توفر مراكز معلومات في ضعف البيئة الاستثماريه لكثير من المنشآت الصغيرة لسيدات الأعمال في المملكة. وأكدت المستشارة في المشاريع الصغيرة والإدارية سيدة الأعمال ليلى شربيني في تصريح إلى "الوطن" أن هناك عدم توافق بين معطيات البيئة الاستثمارية الموجودة للمنشآت الصغيرة وبين احتياجات المشاريع، وأن ضعف المعطيات الحالية، وبخاصة القروض لفتح مشروع صغير، لا يتناسب مع مستوى الإيجارات العقارية لارتفاع تكاليف العقار، مما يشكل عائقا أمام أي مشروع. وشددت على ضرورة تعزيز التدريب على تأسيس المشاريع الصغيرة من خلال الدورات التدريبية، مع التركيز على كيفية الاستمرار في المشروع وعمل الإدارة المالية الجيدة والتدريب لضمان استمرارية المشروع. وعن أبرز المعوقات أمام المشاريع الصغيرة، ذكرت شربيني: "أن التأشيرات هي إحدى المشكلات، التي تواجه سيدات الأعمال لارتباطها بالسعودة، إذ لا تستطيع سيدة الأعمال أن تطالب بتأشيرات في ظل وجود نسبة بطالة كبيرة نسعى لخفضها في المجتمع من خلال المشاريع الصغيرة". وأشارت إلى أن أحد الصناديق في المملكة استطاع إقراض 42 مشروعا، ووفر فرصا وظيفية ل400 فتاة، مبينة أن كل مشروع وفر 10 فرص وظيفية، ووفقا لذلك، فإن إقراض ألف مشروع سيوفر فرصا وظيفية ل10 آلاف فتاة. من جانبها، قالت مصممة الأزياء المهتمة بتصميم الأزياء التراثية والحرف اليدوية سيدة الأعمال حنان الدهام في تصريح إلى "الوطن" إن قلة توفير حاضنات لأعمال المشاريع النسائية وضعف تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية والتأشيرات وعدم توفر شبكة معلومات أدت إلى ضعف الاستثمار الناعم. وأضافت الدهام أن العديد من الأفكار لمشروعات إبداعية متنوعة غير موجود في السوق السعودية أو غير مفعلة بشكل مثمر، مضيفة أن إحدى الدراسات تشير إلى أن 35% من الصعوبات في المشروعات ناجمة عن التمويل، مقابل 65% يستطعن بدء العمل بتمويل ذاتي، فيما استحوذت العمالة وصعوبة الحصول على تأشيرات على نسبة عالية بلغت 44%، في مقابل 56% لا تحتاج إلى عمالة وافدة، إضافة إلى أن الصعوبات التقنية بلغت 41%، مقابل 59% من المستثمرات لا يواجهن تلك الصعوبات. وبينت أن المشروعات الصناعية لديها عوائق أقل من المشروعات الخدمية والتجارية لقلة فرصة المنافسة في طبيعة تلك المشروعات. وعن أبرز الأنشطة للمنشآت الصغيرة، قالت الدهام إن أبرز أنشطة المنشآت الصغيرة تتمثل في الحرف اليدوية وتصميم الأزياء والتصميم الداخلي والمقاهي النسائية وبرمجة الكمبيوتر والتصميم المعماري وتنظيم المعارض والمهرجات. من جانبها، قالت سيدة أعمال وفاء النعيمي ل"الوطن" إن ضعف البيئة الاستثمارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة يعود إلى غياب المعلومات عن حجم السوق لنشاط معين محل البحث وإغراق السوق بمشاريع استهلاكية، مما يؤثر على بيئة الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتأخر العائد على الاستثمار وجني الأرباح مقارنة باستثمارات أخرى. وأضافت أن تبني تكامل الأعمال سيوفر في تكاليف المشروع وتحقيق أرباح الاستثمار مع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لجميع الأطراف الداخلة في عملية التكامل، وكذلك توفير أعداد كبيرة من الوظائف، موضحة أن ما نشهده في الفترة الأخيرة من قرارات وأوامر داعمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة هو إقرار استحداث هيئة عامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ومنحها ميزانية مستقلة، وهذا من شأنه احتواء وتطوير هذا القطاع ومعالجة النقص ومتابعته بشكل مباشر. وعن أهم مقومات نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ذكرت النعيمي أنها تكمن في العمل بصورة تكاملية مع مشاريع أخرى، إذ إن كل مشروع كبير يحتاج إلى ما لا يقل عن 10 مشاريع صغيرة تدعم الجوانب التشغيلية فيه مثل الوجبات الغذائية ونظم التقنية والإمداد اللوجستي والمحاسبة.