شهدت مناطق عدة في سوريا تصاعداً في اعمال العنف امس الأربعاء، وتكبّدت القوات النظامية الخسائر الأكبر منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع. وأسفرت الاشتبكات في ريف حلب ودمشق عن مقتل 21 من القوات النظامية وعنصري منشقين. ففي ريف حلب (شمال)، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «قُتل فجر اليوم (أمس) 15 من قوات الأمن السورية بينهم ضابطان كبيران برتبة عقيد و13 من عناصر الأمن، وذلك إثر كمين نصب لهم على طريق بلدة الراعي». وكانت البلدة شهدت ليلاً اشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين منشقين. وفي ريف دمشق، أضاف المرصد «استشهد مواطنان برصاص القوات النظامية السورية عندما كانا في حافلة صغيرة بمدينة داريا التي شهدت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، أصيب خلالها خمسة من قوات الأمن السورية بجراح». كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا ليلاً واستمرت حتى الفجر بين القوات النظامية من جهة، وجنود انشقوا عنها ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل ستة جنود نظاميين، بحسب المرصد. ونفّذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حرستا والزبداني، وانتشاراً أمنياً وعسكرياً في بلدتي سقبا وكفربطنا. وتشهد مناطق ريف دمشق عمليات مستمرة للقوات النظامية لا سيما في مدينتي دوما وحرستا. وفي محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد بتعرُّض قرية الدحلة لقصف القوات النظامية، فيما تعرضت مدينة القورية لحملة اعتقال ومداهمات وحرق لمنازل بعض النشطاء. وفي درعا (جنوب)، قتل مواطن بنيران القوات النظامية في منطقة اللجاة، فيما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في داعل. وتأتي هذه التطورات رغم وجود مراقبين دوليين في مناطق عدة من سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي يشهد خروقات متصاعدة أسفرت الثلاثاء عن مقتل 34 شخصاً على الأقل غالبيتهم من المدنيين، وفقاً للمرصد السوري. وأعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفيه لادسو الثلاثاء أن انتهاكات وقف إطلاق النار حتى الآن «مصدرها الجانبان»، أي قوات النظام والمعارضة المسلحة. من جهتها اتهمت منظمة هيومن رايتش ووتش أمس السلطات السورية بارتكاب «جرائم حرب» في محافظة ادلب (شمال غرب)، متحدثة عن قيامها بقتل 95 شخصاً وإحراق وتدمير مئات المنازل في عملية عسكرية سبقت دخول وقف إطلاق النار. وجاء في بيان للمنظمة «بينما كان الدبلوماسيون يناقشون تفاصيل خطة أنان للسلام، كانت الدبابات والمروحيات السورية تهاجم بلدات ادلب واحدة تلو الأخرى». بدوره, أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس عن قلقه إزاء تطورات الوضع في سوريا، مؤكداً ضرورة الوصول الى «حل سياسي» للأزمة في هذا البلد، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي. وبحسب البيان، أعرب الملك عبد الله خلال لقائه في عمان وفداً من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، عن «قلقه حيال تطوّرات الوضع» في سوريا. وأكد «ضرورة وقف العنف والتوصل الى حل سياسي للأزمة»، مشيراً الى «دعم الأردن للمبعوث الأممي والعربي كوفي أنان في هذا الشأن». ويفترض ان يصل عدد المراقين في سوريا الى 300 بحسب خطة كوفي أنان التي تنص على وقف العنف بإشراف أممي، وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات والتظاهر السلمي، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية.