"سلسلة من الأرقام السرية لجهاز الجوال شيدت جسرا منيعا عبرت من خلاله الخلافات الزوجية بيني وبين زوجي، وأصبحت تلك الأرقام كالسور المنيع الذي أصبح عائقا لدي فلم أتمكن من العبور إلى ذلك العالم المتشح بالخصوصية"، بتلك العبارات بدأت أم خالد حديثها إلى "الوطن". وأضافت: ضقت ذرعا بتلك الأرقام ولا أعلم السبب وراء وضع زوجي لها إلى أن تسرب الشك إلى نفسي وحاولت جاهدة في أن أتوصل إليها ولكن دونما أية فائدة تذكر، فما إن أصل إلى المحاولة الثالثة حتى امتنع تلقائيا خوفا من تعطيل الجهاز فيكتشف زوجي الأمر. أما أم حمود فتقول: الرقم السري لهاتف زوجي سبب لي نوعا من الإرباك النفسي بل تطور الأمر إلى انعدام الثقة، والشك أحيانا خاصة بعد حديث إحدى زميلاتي في العمل عندما ذكرت لي السبب وراء وضع زوجي للرقم السري وقالت لي "بأن الرقم السري إنما قام زوجي بوضعه خوفا من أن يقع نظري على ما يؤذيني ويجرح مشاعري كزوجة"، ولم تكتف صديقتي بتلك الكلمات بل إنها زادت عليها ما شجعني لأن أكتشف وأحاول الوصول لذلك الرقم حيث قالت لي "حاولي أن تتوصلي لفك الرقم السري ولا تزيدي من شكوكك فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته". من جانب آخر تشير أم فهد على أن ما يحق للرجل لا يحق للمرأة بحسب قولها حيث تقول: دخلت مع زوجي في عراك لا نهاية له عندما وضعت رقما سريا لهاتفي وكان السبب وراء ذلك عبث صغيرتي بجهازي حيث قامت بإرسال رسائل بدون محتوى لعدد من الصديقات مما أوقعني في حرج معهن، بل وسبب لي الرقم السري مشكلة بيني وبين زوجي وقمت على الفور بتزويده بالرقم السري عله يهدأ من ثورة الغضب العارمة التي أصابته، في المقابل لم أجرؤ في يوم من الأيام على مناقشته في الرقم الذي وضعه رمزا لهاتفه، بل إنه اعتبر وضع المرأة للرقم السري لهاتفها اختراقا للعادات والتقاليد وكسرا للأعراف والقوانين الزوجية. أما خلود الساير فتعتبر أن من حق الزوج أن يضع رقما سريا لهاتفه ولا تجد مبررا لشكوك بعض الزوجات حيال ذلك حيث تقول: أبدا لم أفكر في أن أتوصل للرقم السري لهاتف زوجي فأنا أدرك تماما إنما وضعه بحسب طبيعة عمله الحساس ومن المحتمل بأن تكون هناك رسائل في العمل لا يرغب بأن يطلع عليها أحد حتى لو كنت أنا أقرب الناس إليه فثقتي به كبيرة ولا مجال لزرع بذور الشك بيننا فنحن أكبر من ذلك. مضيفة لربما بعض الأزواج يضع الرقم السري لهاتفه حرصا على مشاعر زوجته من محتويات قد يرسلها بعض أصدقائه يمكن أن يتبادلها الرجال فيما بينهم ولكن قد تسبب الحرج للزوجة لو قرأتها. تقول أخصائية التربية الأسرية سامية فرحان الفياض: عدم الثقة والغيرة المفرطة من قبل بعض الزوجات يدعوانهن إلى الفضول بل إلى التجسس على أزواجهن وهذا خطأ وعمل قد يرهق الحياة الزوجية، بل السبيل الوحيد للتخلص من هذا هو اللجوء إلى المصارحة بين الزوجين حتى لا تتسع الفجوة بينهما فيدخلان في دائرة الشك، وقالت الفياض: الخلافات في هذا العصر تطورت مع الانفجار التقني خاصة حينما يبث إعلامنا المرئي أو المسموع أو المقروء أنواعا من الخيانات الإلكترونية والتي تسببت في زرع بذور الغيرة لدى الزوجات، بل إن مراقبة أجهزة الزوج سواء من الأجهزة الذكية وغيرها أصبح هاجسا يطارد بعض الزوجات ممن تأثرن بذلك. وطرحت الفياض العلاج لمشكلة الرقم السري للجوال والخلافات الزوجية التي قد تنجم عنه حيث قالت: لا بد وأن تكون هناك أجواء كبيرة من الثقة المتبادلة بين الأزواج، وأيضا لا بد وأن يكون هناك نوع من التواصل والرسائل غير الموجهة حول السبب في وضع ذلك الرقم، بل وأن يبرر الزوج لزوجته أو العكس بأن هذا الرقم إنما وضع فقط للحماية من العبث بتلك الأجهزة سواء من الأطفال أم من الغرباء المتطفلين.