لم يكن يتوقع الشاب عواد السليمان المتزوج حديثا أن ينفصل عن زوجته بسبب عصبيته الزائدة والتي انعكست سلبا على حياته مما جعله يعيش حياه كئيبة والبحث عن حلول حيث استخلص أن معظم الأبحاث الطبية أجمعت على ضرورة أن يتخلص المرء من عصبيته حتى لا يكون عرضة لأمراض نفسية وعضوية كثيرة وأخطرها النوبات القلبية المفاجئة كما أن الإنسان العصبي مناعته ضعيفة، وقدرته على مقاومة الأمراض أقل بكثير من ذلك المرء الذي يتميز بالقدرة على الاسترخاء والهدوء. مدير مدرسة بشر بن عبدالملك بالجوف محمد التميمي أصيب بتصلب وريدي بالدماغ بسبب عصبيته الزائدة وهو ما أكده الدكتور حامد الصادق المتخصص بالأمراض العصبية والذي قال ل"الوطن" إن هنالك عدة خطوات للانتقال من فئة الأشخاص العصبيين المتوترين دائما إلى فئة الأشخاص الذين لديهم القدرة على السيطرة على النفس والاسترخاء والهدوء. يقول الصادق إنه يجب تحديد أهداف حياة الشخص مستشهدا بعدد من مديري الإدارات الحكومية وما هي الأمور المهمة حقا بالنسبة لهم وإلى ما يرغبون تحقيقه حيث يخلصون أنفسهم من الواجبات التافهة حتى يستطيعوا إنجاز الواجبات المهمة على وجه أفضل مما يجعلهم يحتفظون بهدوء أكبر يخلصهم من التوتر العصبي الناتج عن الإحساس بأن واجباتهم أكثر بكثير من الوقت الذي عليهم إنجازه لكل الأعمال الخاصة بإداراتهم. وأكد المتخصص الاجتماعي فيصل السليم أن العصبية إلى جانب خطورتها الصحية فهي تجعل الإنسان غير مرغوب فيه اجتماعيا وفقدان الثقة بالإنسان العصبي من زملائه في العمل وأصدقائه. ويضيف السليم أن الشخص العصبي يجب أن يتوقف عن محاولته أن يكون شخصا فائق القدرة يعني "سوبرمان" ويجب أن يخلص نفسه من الرغبة في الهيمنة التامة على كل الشؤون دون إهمال شيء لأن هذا لا يتم إلا على حساب صحته وحالته النفسية والمزاجية، مشيرا إلى أهمية عدم توقع الكمال في تصرفات من حولك لأن هذا التوقع بتصرفاتهم سيكون مصدر إزعاج لك ويجب أخذ الأمور ببساطة وأن من يعقد المسائل ويعطيها حجما أكبر من حجمها هو الخاسر دائما. ويقول الدكتور سيف الدين أشرف إن الوقت مهم ولكن يجب أن يعطي المرء نفسه وقتا أطول فيما يظن أنه ضروري للوصول إلى مكان أو تحقيق شيء مع إدراك وعمل حساب لأي عائق يمكن أن يعترض المرء حتى لا يُصاب بالتوتر، ولا يضع لنفسه مواعيد صارمة لإنهاء أعماله، مشيرا إلى أهمية أن يبدأ الإنسان صباحه مبكرا جدا وأن يعطي لنفسه وقتا كافيا للانتهاء من ارتداء ملابسه على سبيل المثال. ونصح معلم التربية الإسلامية عبدالله الدهاش الجميع بأن يكون مبدأهم في حياتهم "لا تغضب" وتسهيل حل الأمور وعدم الغيظ من أجل أمور تافهة مثل تأخر رحلة أو تأخر قطار أو فظاظة سائق تاكسي وعلى المرء أن يقتنع أنه حتى لو فجر عصبيته وغضبه لن يتمكن من تبديل مجرى الأحداث، داعيا الابتعاد عن الأشخاص الذين يغيظون أما إذا كان عليك رؤيتهم باستمرار فلا تعطهم أهمية كبرى. ونصح كثير من الأطباء والمتخصصين بأخذ قسط من الراحة والاستجمام بين وقت وآخر حتى تنهي عملك في وقت محدد، وهذا ما أكده إلى "الوطن" مدير مستشفى دومة الجندل الدكتور هشام الحسن والذي قال: إن أخذ قسط من الراحة يزيل مشاعر التوتر والقلق بداخل الإنسان، مشيرا إلى أن العصبية والقلق الدائمين يؤديان بالمرء إلى أمراض القلق والضغط ويؤثران على حيويته ونشاطه وإقباله على الحياة.