لم يلتفت الكثيرون من الفنانين لمآلات خطة المبعوث الأممي كوفي عنان لتطبيق اتفاقية وقف "إطلاق النار" بين نظام دمشق السياسي والأحرار في الشام. ولم يلتفتوا أيضاً للمساندة الدولية لنظام الأسد من الدب الروسي، والتنين الصيني، وملالي إيران، وميليشيا حزب الله اللبناني. إلا أن هناك التفاتا آخر، في رحلة ممانعة الكلمة لرفع معنويات أحرار الشام، ناضل من أجلها في البداية المغني اللبناني فضل شاكر المغضوب عليه من حلفاء الأسد في لبنان، ليحلق في ركب الممانعة من جدة المنشد السعودي عبد الله بن محمد، أو "حادي الحجاز"، كما يطلق عليه محبوه عبر أنشودة "حلم الشعوب"، التي وجدت طريقها في الموقع العالمي "يوتيوب". "اليأس السياسي" من عدم نجاح ثورة الأحرار في الشام، كان الدافع الأول لإخراج الكليب الإنشادي الذي حمل عنوان "حلم الشعوب"، تضامناً مع الثورة السورية، وهو ما أفصح عنه المنشد عبد الله بن محمد في حديثه إلى "الوطن"، في سياق تعليقه على أجواء من الإحباط بدأت تسري في عموم الوسط العربي تروجها الفضائيات، ومماطلات نظام الأسد، واستمراره في عمليات العنف الدموي تجاه المدنيين العزل المطالبين بالحرية. وفي انتقاد مباشر على عدد من الأعمال الفنية التي تناولت "مأساة الشعب السوري"، ذكر ابن محمد أنها "ركزت على حجم الأزمة الكبيرة. صحيح أن هناك حجم دمار هائل، خاصة على المستوى الإنساني، وارتفاع أعداد الشهداء والضحايا"، ولكنه يستدرك بالقول:"لكن هناك جانبا من الضروري إبرازه في الأعمال الفنية هو النظر إلى جانب تحرر الشعوب وما قدمه الشعب السوري من تضحيات على الأرض. هذا يساعد في رفع المعنويات بشكل كبير وعملي، وهو ما يمثل حالة من الخروج من عالم اليأس الذي نعيشه في الوقت الحالي". وحول الرسالة المباشرة التي أراد الفريق توصيلها قال مخرج الكليب عدنان حسان إنها "رسالة إلى كل مظلوم في سورية بأن بعد العسر يسراً، وأن النصر قريب بإذن الله، لقد رأينا أن يقدم هذا العمل بنظرة تفاؤلية وسط ما يجري من أحداث، كي تبعث الأمل في قلب كل مكلوم على ما يجري في بلاد الشام، كما ضمناه مواساة لأسر الشهداء بعاقبة الشهادة". الكليب الإنشادي الذي كان من كلمات عبد الصمد وغريب حصل على أرقام مشاهدة عالية في عالم "يوتيوب"، وتنزيلات المنتديات الإلكترونية فور تنزيله خلال الأيام الماضية، وارتفع عدد المعجبين به في صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكثرت التعليقات عليه، وعمد عدد من القنوات الخاصة إلى عرضه في شاشاتها في أكثر من توقيت، خاصة في ذروات المشاهدة التلفزيونية. واعتمد العمل أيضاً في بناء الصورة الفنية على نظام "كرومي كي"، أي التصوير داخل الأستديو، وثم مزج العمل مع صور مختلفة متنوعة ابتعدت عن صورة الدم والقتل، والاعتماد على منهجية صور حملت عناوين مختلفة، كالتظاهرات التي تحمل صورة علم الاستقلال السوري من جميع الطبقات، وصور قتال جيش المقاومة "الجيش السوري الحر"، وصور تشييع الشهداء مع كلمات تفاؤلية.