فيما حذرت وزارة التربية والتعليم من خطورة وجود بائعات جائلات بجوار المدارس، حيث أشارت في تعميم لها بداية العام الدراسي الحالي إلى أن نشاط بعضهن يصل إلى ترويج المخدرات والدجل والشعوذة وتسويق المواد الإعلامية الممنوعة، إلا أنهن ينتشرن بصورة ملحوظة حول عدد من مدار المدينةالمنورة. وعلى الرغم من تخوف عدد كبير من أولياء الأمور من تلك الظاهرة، ومطالبتهم الجهات الأمنية والخدمية بضرورة منعهن، إلا أن "الوطن" رصدت وجودا كبيرا لهن بجوار المدارس، خاصة من الجنسيات الأفريقية. وتعرض تلك البائعات اللاتي يتجاوز سن بعضهن الأربعين الحلويات والمكسرات والمشروبات الباردة والآيس كريم المصنوع في المنازل والفشار والبليلة والمعجنات، مجهولة المصدر مما يتسبب في الإضرار بصحة الطلبة والطالبات. وعلمت "الوطن" من إحداهن أنهن يساومن بعضهن بعضا أحيانا على شراء بعض المواقع مقابل 300 ريال، نظرا للعائد الكبير الذي يحققنه فيه، جراء كثرة المقبلين على بضاعتهن من الطلاب. ويؤكد سعود الحجوري ومحمد المولد وخالد عباس في حديث ل"الوطن" ان انتشار هؤلاء الباعة الجائلين بالقرب من المدارس يشكل خطرا صحياً على أبنائهم وبناتهم. وأشاروا إلى أن معظم المواد الغذائية والمشروبات التي يقدمها هؤلاء الباعة غير صالحة للاستخدام الآدمي وأن معظمها منتهي الصلاحية،مضيفين:"على الرغم من إبلاغنا عمليات الشرطة والجوازات بذلك إلا أنهم تخلوا عنها وحملوا مسؤوليتها للأمانة"، لافتين إلى أن فرق الأمانة رفضت المتابعة، معللة ذلك بأن البائعات الجائلات من المخالفات لنظام الإقامة والعمل وعادة ما يتعرضون للمقاومة أثناء عمليات الدهم لهن. وطالبوا الجهات ذات الاختصاص في المنطقة بسرعة التدخل لمنع افتراش تلك البائعات بالقرب من مدارس أبنائهم وبناتهم وضرورة التأكيد على الجهات ذات العلاقة بالتنسيق فيما بينها وعدم تقاذف المسؤوليات والعمل على تشكيل لجنة للحد من انتشارهم في أحياء المدينة. من جهته، أشار أحد القيادات التربوية رفض ذكر اسمه إلى أن تعليمات الوزارة واضحة وصريحة وتمنع دخول مثل هؤلاء الباعة إلى المدارس وقال "إنه سبق أن تم التعميم لعموم مديري ومديرات المدارس بهذا الخصوص"، مضيفا:" أن المشكلة تقع خارج أسوار المدارس حيث ينتشر الباعة الجائلون الذين عادة ما يكونون من العنصر النسائي". ولفت إلى وجود تعميم موجّه لجميع المدارس الحكومية والأهلية مع بداية انطلاقة العام الدراسي الحالي، حيث أشير فيه إلى أن بعض الجهات المختصة رصدت سلبيات عدة على خلفية ظاهرة افتراش بعض السيدات بجوار المدارس، وبيعهن موادَّ غذائية ملوثة ومنتهية الصلاحية. وأشار التعميم إلى أن بعض إمارات المناطق بدأت في تنبيه الأمانات والبلديات لهذه الملاحظات واتخاذ إجراءات حازمة حيالها، ومعالجتها من خلال سرعة الإبلاغ عن مثل هذه السلوكيات للجهات المختصة، خصوصاً لدى الإدارة العامة للتراخيص والرقابة التجارية بالأمانة. من جهته، جدد الناطق الإعلامي بأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي تأكيداته على أن البائعات والبائعين الجائلين غير السعوديين خارج اختصاص ومسؤوليات الأمانة، مضيفا:" ذلك من مسؤوليات جوازات المنطقة". أما الناطق الإعلامي المكلف بجوازات منطقة المدينةالمنورة المقدم هشام الردادي فأكد ل"الوطن" أنه اتضح من خلال التحريات وعمليات الدهم، التي عادة ما تقوم بها دوريات الجوازات على مواقع تواجد هؤلاء الباعة، أن الكثير منهن يحملن إقامة نظامية وهن بذلك مخالفات لنظام العمل لا نظام الإقامة وبهذا الأمر تكون المهام والمسؤولية في هذا الأمر هي مسؤولية مكتب العمل . وأهاب بالجميع لضرورة التعاون مع الجوازات في كل ما يخدم أمن وحماية هذا الوطن ومكتسباته كما أن عمليات جوازات المنطقة تعمل على مدار الساعة في تلقي البلاغات عن المخالفين لنظام الإقامة من خلال الاتصال على الرقم 992 وسيتم التعامل مع هذه البلاغات بكل جدية وسرية تامة ووفق ما تقتضيه التعليمات. يشار إلى أن "الوطن" أجرت عدة اتصالات الأسبوع الماضي بمدير فرع مكتب العمل في منطقة المدينةالمنورة عبد الخالق العتيق للتعليق على هذا الأمر إلا أنه تعذر الرد.