أدت الأمطار التي هطلت على منطقة الرياض إلى إغراق أجزاء من العاصمة وإلحاق الضرر بعدد من المحافظات التابعة لها. وشهدت الرياض أمطارا ما بين متوسطة إلى شديدة أدت إلى امتلاء الطرق الرئيسية مما دفع بالمواطنين إلى التوجه للطرق الفرعية والابتعاد عن أماكن تجمع المياه، فيما تعطلت عدد من السيارات بسبب تجمع المياه. ورافقت الأمطار زخات من البرد في محافظة المجمعة مصحوبة بعواصف شديدة، ساهمت في سقوط عدد من الجدران الأسمنتية لإحدى الورش المسورة في المنطقة الصناعية والواقعة عند المدخل الشرقي للمحافظة، وتحطم لوحات إرشادية على الطرق السريعة، وهي أجواء قال عنها الخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق إنها أجواء تتسم بالمفاجآت والتقلبات الجوية التي تتنوع بين أمطار وغبار وحرارة وستستمر نحو 40 يوما. وأضاف الزعاق ل"الوطن" أن أمس هو أول موسم "الكنة" ويتوافق مع بداية موسم الذراع الثاني، وتسمى "كنة الصيف" أو "كنة الثريا" وهي لفظة مأخوذة من الشيء المكنون أي المخفي، وهو موسم فاصل بين الصيف التصويري والصيف الفعلي، كما أنه أحد أهم مواسم السنة التي تتصف بالمفاجآت من حر ومطر وغبار ومدتها 40 يوما وفيها يتم اختفاء نجم الثريا عن الأبصار قرابة الأسبوعين قبل أن يظهر مرة ثانية بالجهة الشرقية قبيل شروق الشمس. نجوم السماء وأشار إلى أن "الثريا" تعد من أهم نجوم السماء عند العرب لارتباطها الوثيق بحساباتهم للمواسم التي يتوقف عليها معاشهم، ولجمالها الأخاذ والنابض في قلب السماء، حتى إنهم يستخدمونها حينما يوصفون جمال النساء، لافتا إلى أن موسم "الثريا أو الكنة" يشمل النصف الأخير من نظام السحب الصيفية، وأمطارها آخر الأمطار الصيفية وهي أمطار تطيل فترة اخضرار الربيع ولا تنبت نباتات جديدة لكنها تحيي نباتات السبط والعرفج والثمام والسخبر والضعة والشيح والقيصوم ولا تنفع جوف الأرض لتشكل الحزام الحراري تحت وجه الأرض والذي يعمل على تبخير المياه بشكل سريع مهما كانت غزارتها. وأضاف أن التبخر الشديد بسبب الحرارة الأرضية والجوية يؤدي إلى ظهور السحب المحلية سريعا نتيجة المنخفضات الجوية الحرارية التي تتكون بفعل التسخين وتسمى بموسم "السرايات" وهي السحب الركامية "السحب الصيفية" وتعد من أضخم أنواع السحب وأشدها قتامة وأكثرها اضطرابا، ويرافقها عادة رعد وبرق وصواعق وزخات من المطر المشوب أحيانا بحبات "البرد" وعادة يسبق نزول مطر الصيف هبوب رياح شديدة هوجاء غير مأمونة وغالبا ما تكون رياحا غبارية، مشيرا إلى أن أسباب تعاقب الغبار خلال السنوات القليلة الماضية تعود إلى عوامل بشرية وجغرافية وأخرى مناخية. وتوقع الزعاق أن يطول فصل الصيف الحالي على غير عادته، وسيكون معتادا من حيث الحرارة ولن تحصل فيه ارتفاعات غير مألوفة، مشيرا إلى أنه من سوء الطالع لمحبي الصيد أن التذبذب المناخي الذي نعيشه الآن سيسبب عدم استقرار الطيور المهاجرة التي تضطر إلى تجاوز أجواء البلاد ما لم يحصل هدوء خلال هذه الأيام. لا إصابات وقلبت الرياح الشديدة بعض الغرف المصنعة والجاهزة الواقعة على طريق المجمعة الأرطاوية، إذ يقول المواطن علوش السهلي إن الأمطار امتدت من المجمعة وحتى مركز الشعب 80 كلم شرق المجمعة وإنه لم يشاهد من قبل أمطارا بهذا الحجم في هذا الوقت من السنة. وتعرضت محافظة الخرج لأمطار متوسطة شملت المراكز التابعة لها (الدلم الهيادب) وبعض المراكز التابعة لها، فيما لم تسجل أي حالات إصابة جراء هطول الأمطار. وأبلغ نايف بن شفلوت أحد مواطني عجلة التابعة لمحافظة القويعية "الوطن" عن سقوط عدد كبير من أعمدة الكهرباء، مبينا بأن هذا الأمر أدى إلى نشوء حوادث على الطرق السريعة. وتذمر عدد من سكان المحافظة من انقطاعات الكهرباء الناجمة عن سقوط أعمدة الكهرباء، لا سيما مع وجود 6 آلاف مشترك، ومساحة تقدر بنحو 300 كيلو متر مربع في خدمات الكهرباء، فيما لا يتواجد سوى فني واحد في إدارة المناوبة. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني النقيب محمد الحمادي، إن الفرق الميدانية التابعة لهم باشرت عددا من الحوادث المتفرقة في عدد من المحافظات التابعة للرياض، وهي: الدلم، الحريق، الدوادمي، مؤكدا أن الأمور تحت السيطرة. عدم استقرار وشهدت مدن المنطقة الشرقية أمس، هطول أمطار من خفيفة إلى متوسطة، وأكد الأستاذ بقسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن علي الشكري ل"الوطن"، استمرار هطول الأمطار على المنطقة الشرقية خلال الأيام المقبلة، مرجعا ذلك لعدم استقرار الأجواء في المنطقة نتيجة الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الصيف، مما يساعد على تكون الرياح المحملة بالغبار، مشيرا أن مدن الدمام والخبر والقطيف وحفر الباطن والخفجي يحتمل أن تشهد مع نهاية الأسبوع الحالي تكون سحب ركامية، مما يتسبب في هطول الأمطار واحتمالية تكون الرياح المسببة للأمطار تتراوح بين 10-15%، وتزيد قوتها في مدن الخفجي وحفر الباطن بينما تقل سرعتها في الأحساءوالدمام والخبر والقطيف، مشيرا أن درجات الحرارة ستشهد خلال الأيام المقبلة ارتفاعا تدريجيا استعدادا لدخول فصل الصيف في شهر مايو المقبل حيث تكون درجات الحرارة هذه الأيام نهارا ما بين 30-34 درجة مئوية، بينما تنخفض في الليل لتصبح ما بين 19-23 درجة مئوية، وتدريجيا ترتفع درجات الحرارة خلال الأسبوعين المقبلين وتتحول أشعة الشمس من مائلة إلى عمودية.