واصل فريق المراقبين الدوليين جولاته في سورية أمس، وزار ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، تمهيدا لمهمة بعثة المراقبين الموسعة التي أقرها مجلس الأمن.وذكر مسؤول في وفد المراقبين نيراج سينغ لوكالة فرانس برس أن فريق المراقبين الدوليين "يتابع مهمته ويقوم بزيارات يومية ويتواصل مع جميع الأطراف من أجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سورية" التي يفترض أن يبلغ عدد أفرادها 300، مشيرا إلى أن الفريق زار أمس مناطق قريبة من دمشق. وبث ناشطون مناهضون للنظام أشرطة فيديو عدة على الإنترنت لتظاهرة حاشدة لاقت أربعة مراقبين بدوا وهم يسيرون بصمت بين الناس في مدينة دوما في ريف دمشق بقبعاتهم الزرقاء، بينما الحشد يهتف "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد إعدام الرئيس"، و"الشعب يريد تسليح الجيش الحر". وذكر ناشطون أن المراقبين قاموا بزيارة سريعة إلى الزبداني لم تتجاوز نصف الساعة و"رفضوا مرافقة الناشطين إلى مكان خبأ فيه النظام الدبابات خارج المدينة". وقال المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها أبو عمر لوكالة فرانس برس "إن المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض أمس لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئا، ويرفضون مرافقة الناشطين إلى أي مكان فيه إطلاق نار أو منزل مدمر أو شهيد". ويضيف "نحن نعرف أين الدبابة وأين المدارس وأين الحاجز. مهمتهم فاشلة لأنهم لا ينسقون مع الناس على الأرض". وأوضح الناشط أبو خالد من الزبداني أن "الناشطين أرادوا اصطحاب المراقبين على بعد أقل من كيلومتر على طرف المدينة لرؤية الدبابات التي كانت تقصف المدينة، لكنهم رفضوا متحججين بارتباطات أخرى". وأكد فارس محمد من لجان التنسيق المحلية أن هناك دبابات "خبأها النظام في تلال خارج المدينة". وتبعد الزبداني 45 كيلومترا شمال غرب دمشق ويتمركز فيها عدد كبير من عناصر الجيش الحر، وقد تعرضت خلال الأسابيع الماضية إلى قصف عنيف من القوات السورية، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتهدم جزئي لبعض منازلها ونزوح عدد من سكانها إلى المناطق المجاورة. كما أوردت سانا أن "وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر في مدينة حمص (وسط) والتقى الأهالي". ويمكث مراقبان من فريق الثمانية مراقبين في حمص منذ السبت بناءً على طلب السكان. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن "مراقبين وصلوا الى مدينة الباب في ريف حلب، مشيرا إلى أن الزيارة تزامنت مع "حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة".وكان فريق طليعة المراقبين زار يوم أمس مناطق في محافظتي حماة وحمص في وسط البلاد. وأفاد شهود عيان أن قوات النظام ارتكبت مجزرة أمس في حماة بعد قصف حي الأربعين وحي مشاع الأربعين في المدينة بشدة،على الرغم من تواجد المراقبين الأممين في المدينة فسقط ما لايقل عن 36 شهيدا في الحي، عدا عشرات الجرحى والتي تقول التقديرات الأولية إن عددهم تجاوز الستين جريحا، فضلا عن احتراق ما لايقل عن عشرين منزلا بسبب القصف العشوائي. في غضون ذلك، أكد ناشطون سوريون أن اشتباكات وقعت أمس بين القوات النظامية ومسلحين على مشارف العاصمة دمشق ،وسمعت أصوات انفجارات في المنطقة.وقال الناشط هيثم العبد لله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن دوي ما لا يقل عن 10 انفجارات سمع في المنطقة، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.