دمشق، لندن - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - زار اعضاء في فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف اطلاق النار في سورية، مدنَ الزبداني وحرستا ودوما في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، وفق مصادر مختلفة. وقال المسؤول في وفد المراقبين نيراج سينغ، إن فريق المراقبين الدوليين «يتابع مهمته ويقوم بزيارات يومية ويتواصل مع جميع الاطراف من اجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سورية» التي يفترض ان يبلغ عدد افرادها 300. واوضح «ان فريقاً من المراقبين زار اليوم (امس) مدينة الزبداني» في ريف دمشق من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وتبعد الزبداني 45 كلم شمال غرب دمشق ويتمركز فيها عدد كبير من عناصر «الجيش الحر»، وقد تعرضت خلال الاسابيع الماضية الى قصف عنيف من القوات السورية، ما ادى الى سقوط ضحايا وتهدم جزئي لبعض منازلها ونزوح عدد من سكانها الى المناطق المجاورة. وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) في خبر مقتضب ان «وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر بمدينة حمص (وسط) والتقى الاهالي» امس. واوضح سينغ ان «مراقبين اثنين متواجدين بكل الأحوال في حمص»، من دون تفاصيل اضافية. ويمكث مراقبان من فريق الثمانية في حمص منذ السبت بناء على طلب السكان. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته، ان «مراقبين وصلوا الى مدينة الباب في ريف حلب، مشيراً الى ان الزيارة تزامنت مع «حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة». وبثت مواقع المعارضة السورية عن ناشطين وشهود ان قوات الامن قامت بسحب جنود وإزالة حواجز امنية من ريف دمشق بعد وصول المراقبين إلى المنطقة. وأفاد موقع «أوغاريت» المعارض نقلاً عن ناشطين، ان عدة تظاهرات حاشدة خرجت لاستقبال المراقبين ومرافقتهم في الزبداني وحرستا ودوما وسط هتافات «الشعب يريد تسليح الجيش الحر». وقال شهود إن قوات الامن قامت بإخفاء الحواجز من ساحة الحرية في حي السيل في حرستا بريف دمشق واختبأت العناصر الامنية في الأبنية المحيطة لها، فيما كان التلفزيون السوري وسيارات الأمن ترافق المراقبين في كل خطوة. وتحدث ناشطون عن اطلاق النار بشكل كثيف بذات الوقت على السكان منعاً لتجمعها أو لقاء المراقبين واعتقال العديد من الشباب. واشتكى الناشطون من انه بسبب ذلك الانتشار الامني والاعتقالات «مر المراقبون في المدينة من دون أن يستمعوا لأحد من أهلها... وإنما سمعوا أصوات الرصاص وشاهدوا اعتقال الأحرار بأمّ أعينهم». وكان فريق طليعة المراقبين زار أول من امس مناطق في محافظتي حماة وحمص في وسط البلاد، وفي كل مكان ذهب اليه المراقبون الدوليون، تجمع حولهم الآلاف للإبلاغ عن مختفين او معتقلين او قتلى، بحسب ما تظهر أشرطة فيديو يبثها ناشطون على شبكة الانترنت. لكن بالرغم من دخول مهمة بعثة المراقبين اسبوعها الثاني، شكك ناشطون في نجاحها حتى الآن. ورأى عضو المكتب الاعلامي في حمص ابو يزن الحمصي، ان دور المراقبين «لن يكون مؤثراً في وقف الانتهاكات»، مضيفاً ان «القصف على حي الخالدية في حمص استمر طيلة الليل وحتى ساعات الصباح، على مسمع من المراقبين وتحت عيونهم». كما أشار في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب، الى سماع اصوات طلقات رصاص امس في حيي بابا عمرو والإنشاءات اللذين تسيطر عليهما قوات النظام. وقال الحمصي: «لا أعلم ما هي بالضبط مهمة المراقبين الدوليين. اذا كانت مهمتهم اعطاء مزيد من المهل لبشار، فنحن في غنى عنهم»، مضيفاً: «كيف يراقبون وقف النار والرصاص يطلق عليهم وليس فقط بحضورهم؟». وذكر ابو يزن ان الوضع في حمص «مأسوي، فالناس منذ اربعة اشهر لم يذهبوا الى عملهم، ولا يتقاضون رواتبهم». وتابع: «النظام يستغل وجود المراقبين في منطقة فيقتل ويداهم في منطقة اخرى»، مشيراً الى ان «النظام لم يطبق اي بند من بنود خطة انان ولم يسحب الآليات العسكرية والمدرعات من الشوارع، ولم يتم اخلاء اي سجين او موقوف». لكن رغم استمرار اعمال العنف، سجل منذ وصول المراقبين انحسار في العمليات العسكرية وتراجع في عدد الضحايا وانتعاش ولو بسيط في التظاهرات المناهضة للنظام. وسارت تظاهرات عدة الليلة الماضية لا سيما في مدينة ومحافظة حلب ومدينة ومحافظة حماة التي زارها المراقبون اول من امس، ورفعت احدى التظاهرات في طريق حلب في المدينة لافتة كتب عليها «الى رئيس اللجنة سيادة العقيد احمد (حميش)، شكراً من اهالي حماة. نريدك ان تقول وتوصل الحقيقة الى العالم». ومن المفترض ان يصل عدد افراد فريق المراقبين المصغر الى عشرة خلال الساعات المقبلة، على ان يكتمل خلال الايام المقبلة ويبلغ الثلاثين، بحسب قرار سابق لمجلس الامن.