أحمد البهكلي عضو الجمعية العمومية بأدبي جازان هذا هو واقع الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية؛ فعلى الرغم من أن اللائحة تنص على وجوب عقد الاجتماع الاعتيادي للجمعية العمومية خلال مدة لا تزيد عن خمسة وأربعين يوما من إعلان ميزانية الدولة لإقرار خطة النادي وميزانيته للعام الجديد، مع إقرار الحساب الختامي للعام المنصرم؛ فقد مضت أربعة أشهر دون أن تعقد أي من الجمعيات العمومية للأندية أي اجتماع اعتيادي رغم انطلاق الأندية في تنفيذ خططها ومصروفاتها المالية قبل إقرار هذه الخطط والميزانيات من الجمعيات العمومية، وذلك يعرّض مجالس إدارات الأندية للحرج أمام جمعياتها العمومية. والحق أن مجالس الإدارات لا تتحمل وزر هذا التأخر بقدر ما تتحمله مرجعية الأندية وأعني بالتحديد إدارة الأندية الأدبية في الوزارة. ففي حالة نادي جازان الأدبي مثلا تم تحديد موعد اجتماع الجمعية العمومية قبل صدور الميزانية وطلب من الوزارة ترشيح ممثلها لحضور الاجتماع لكنها اعتذرت بحجة عدم إعلان الميزانية، وعقد النادي اجتماعه بصفة تشاورية لا أكثر. وبعد إعلان الميزانية مباشرة حدد موعد يدخل في مفهوم نص اللائحة "خلال ما لا يزيد عن خمسة وأربعين يوما من إعلان ميزانية الدولة) لكن الوزارة تعللت بجدولة اجتماعات الجمعيات العمومية للأندية بحسب وصول الطلبات. ولقد أهدرت هذه الجدولة وقتا ثمينا على الأندية، وقد تنتج عن ذلك مساءلات عن مبررات الصرف وآلياته مع الجمعيات العمومية، ولقد كان الأمر ميسورا بأن تكلف الوزارة أربعة أشخاص ليحضر كل واحد منهم اجتماعات أربعة أندية وتتم العملية خلال شهر واحد على أبعد تقدير. لكن المعالجة كانت مثالا واضحا للبيروقراطية الإدارية وتكريسا لهيمنة الوزارة على الأندية وكسرا لمبدأ استقلالية هذه الأندية، والمراقب يستنتج من ذلك عدم رضا إدارة الأندية الأدبية عن دور الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية الذي نصت عليه اللائحة. إن ممارسات إدارة الأندية الأدبية تستدعي من المرجعية الثقافية في الوزارة أحد إجراءين: الأول: رفع يد إدارة الأندية الأدبية عن التدخل في شؤون هذه الأندية ومزاحمة الجمعيات العمومية في مهامها التي حددتها لها لائحة الأندية الأدبية. والثاني: إلغاء الجمعيات العمومية وتعديل اللائحة ووضع نصوص في هذه اللائحة تثبت دور إدارة الأندية الأدبية انطلاقا من تحديد شروط العضوية وترفيع درجاتها ووصولا إلى (الانتخابات). وبدون ذلك، ستذهب الأندية الأدبية إلى المجهول.