وقفت مديرة "المركز العربي الثقافي لتعليم العربية لغير الناطقين بها" موضي العجب طويلاً أمام قصاصة ورقة أرسلها طالب أجنبي كتب عليها بالعربية: "أنا جون، أنا بريطاني، شكراً أنا أتكلم عربي اليوم". نظرت إلى القصاصة طويلاً، قرأت كلمات جون مراراً، ثم بحسرة أغلقت باب المركز للمرة الأخيرة. فالمركز وهو الوحيد في المنطقة الشرقية المرخص من وزارة التربية والتعليم، أغلق بعدما رفضت الوزارة منحه أي دعم أسوة ببقية المؤسسات التعليمية كالمدارس الأهلية، على الرغم من أنه يقع تحت مظلتها. وتقول العجب وهي اختصاصية التحدث بالعربية ل"الوطن"، إنها واجهت مصاعب في إيجاد جهة رسمية يمكن أن يعمل المركز تحت مظلتها "لكنني في آخر المطاف وصلت إلى قرار الإغلاق، بعد 5 سنوات من العمل تمكنت خلالها من جعل مئات الأجانب ينتمون إلى أكثر من 52 جنسية بعضهم دبلوماسيون وأكاديميون، يتكلمون العربية ويكتبونها". وكانت العجب، عكفت بجهد خاص، على إعداد مناهج متخصصة لتعلم العربية وتطبيقها نطقا وفهما وكتابة، وأصدرت أكثر من منهج تعليمي مصور، وذلك انطلاقاً من حماسها للعربية ونشرها. وسألت "الوطن" المتحدث الرسمي للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد عن الأمر فأجاب: الدعم المالي مقتصر على المدارس الأهلية وفق اشتراطات معينة، وليس هناك أي دعم مالي أو فني من الوزارة للمراكز المتخصصة بتعليم العربية". من جهتها، دعت مستشارة مجلس الشورى الدكتورة نورة العدوان، إلى "استحداث مظلة تتبع جهة رسمية، تعنى بنشاط تعليم العربية، مرجحة قرب اهتمام وزارتي الثقافة، والشؤون الإسلامية من هذا النشاط"، مطالبة ب "دعم نشاط تعليم العربية ماديا وفنيا".