قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، في خطبة الجمعة أمس، إن سيطرة الثقافة العالمية المعاصرة طوال هذه الفترة سيطرة محكمة زاد في أحكامها وغلبتها الطوفان الإعلامي والإعصار المعلوماتي حتى غطت ما تغطيه الشمس، فبلغت كل ملجأ ومغارات ومدخل، حيث غيرت هذه الثقافة مظاهر الحياة، وطريقة العيش حتى أصبحت لدى كثير أمرا لا مناص منه، ولو كان على حساب أصالة الدين الصحيح. وأضاف: نحن لا ننكر أن في الثقافة العالمية المعاصرة ما ينفع مما يقتضيه الاختيار العقلي والمنفعة العلمية، شريطة ألا يجرنا ذلك إلى تهميش ما شرعه الله لنا أو التمسك به على تخوف أو استحياء، لأن أسوأ ما يمكن أن يفكر به أهل الإسلام ألا يكون لديهم ثقة كاملة في شريعتهم أو أن ينال هذه الثقة شيء من الوكزات الجارحة. وبين أن الجهود مبذولة من قبل أعداء الإسلام في أن يروا في واقع المسلمين إسلاما منقوصا في الحقيقة ومنقوض العرى والوشائج لا ينبغي أن يتدخل في شؤون التشريعات كافة دون استثناء أو يقتلع من السلوك العام ما يخدش قيمة ويمس مثله الرفيعة بحيث لا يبقى من الإسلام إلا اسمه أو على أقل تقدير الإبقاء على ضرورات الزمن كفيل بزوالها أو بتغير المفاهيم تجاهها، لتأتي أجيال مهيأة لقبول مثل هذه الصور المشوهة للإسلام. وأردف قائلا: أما المحور الثاني فهو محور العدل وهو في الثقافة العالمية ذات البريق اللامع كغيره من القيم الأخلاقية تحدده النسبية مع القابلية أن يوزن بميزانين أو يكال بمكيالين حسب المصالح الخاصة ما لم يكن المسلمون فيه طرفا، فحينذ يجمعون على عدم تطبيق معيار العدل معهم، وما وضع إخواننا في سورية بخاف علينا جميعا، ولو قارنا بين الإسلام بثقافته الأصيلة والثقافة العالمية المقنعة في مجال الأعمال العسكرية لرأينا العدل في الإسلام شاهرا ظاهرا. وبين الدكتور الشريم أن من محاور المفارقة بين أصالة الإسلام وشموليته و الثقافة العالمية المعاصرة هو المحور الثالث من خلال ما أبرزته الثقافة العالمية المعاصرة في الجانب الاقتصادي الذي كشف عن نتائج مدمرة للنظام المصرفي لم تكن معروفة من قبل. وفي طيبة الطيبة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في الخطبة، أن الإحسان يشكل جوهر العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، فدائرته تشمل النفس والرعية والأسرة والأقارب ثم المجتمع والإنسانية عامة، وأن الإحسان في دائرته الرحبة يشمل المخالفين في العقيدة، وذلك بالعفو والصفح عما يصدر منهم. وتابع آل الشيخ أن من الإحسان الواجب معاشرة المسلمين بالحسنى ومعاملتهم المعاملة الفضلى خاصة الوالدين والأولاد والزوجين والأقارب، وذلك هو الإحسان فمن الإحسان العفو عن الحقوق الواجبة للإنسان عند غيره والتنازل عنها لوجه الله جلا وعلا. وفي نهاية خطبته، أكد آل الشيخ أن على التجار أن يأخذوا أنفسهم بمسلك الإحسان والرحمة، وأن يتقوا الله جلا وعلا في المسلمين، فلا يقدموا على الاستغلال الذي انتشر في هذه الأزمان ولا على الاحتكار والمبالغة في الأسعار.