أجلت محاكمة المتهمين في قضية استاد بور سعيد إلى 5 مايو المقبل بعدما تسبب المتهمون في قضية قتل مشجعي فريق الأهلي المصري، في إفساد أولى جلسات محاكمتهم العلنية، بعدما تعمدوا إثارة أجواء من الفوضى داخل قاعة المحاكمة، ما دعا القاضي إلى رفع الجلسة مرتين. وكانت محكمة أكاديمية الشرطة بالقاهرة، التي تشهد محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك شهدت أمس أول جلسات المحاكمة للمتهمين ال73 في القضية، ومن بينهم 9 من رجال الأمن، ومع بداية المحاكمة التي نقل وقائعها التلفزيون المصري حصريا، وجه ممثل الادعاء، وكيل النيابة تهمة القتل العمد لجميع المتهمين. وكان أكثر من 70 من أعضاء رابطة جماهير الأهلي المعروفة باسم الالتراس سقطوا قتلى على خلفية تعرضهم لاعتداء من قبل أنصار فريق المصري مع نهاية مباراة الفريقين التي أقيمت في أرض هذا الأخير في بورسعيد في الأول من فبراير الماضي، وانتهت تحقيقات النيابة بتقديم 73 شخصا منهم للمحاكمة، فيما ما زال عدد كبير منهم هاربا. وبدأت وقائع الجلسة بتلاوة قرار الاتهام وأمر الإحالة، وشن ممثل النيابة العامة هجوما عنيفا على المتهمين لتعمدهم قتل ضحايا استاد بورسعيد، فيما أنكر جميع المتهمين التهم الموجهة لهم، وهدد رئيس المحكمة بطرد الحضور في حالة ارتفاع الأصوات، وطلب من المدعين بالحق المدني ضرورة التزام الصمت، بعد نشوب مشادات كلامية بينهم وبين المتهمين داخل القفص. وما إن وجه ممثل الادعاء تهمة القتل العمد للمتهمين، حتى سادت القاعة أجواء من الهرج والمرج، وردد المتهمون بطريقة جماعية هتافات، منها "الله اكبر"، و"يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم"، "واحد.. اتنين.. حسني مبارك فين؟"، إلى جانب هتاف "نيابة ظالمة"، وهو الهتاف الذي دفع القاضي لإعلان رفع الجلسة للمرة الأولى، قبل أن ترفع للمرة الثانية بسبب استمرار حالات الانفلات التي زادت مع دخول أهالي الشهداء في معارك كلامية حامية الوطيس مع المتهمين، ومع أهالي المتهمين ومحاميهم. وطالب محامي النادي الأهلي بضم رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ورئيس اتحاد الكرة السابق سمير زاهر، ومحافظ بورسعيد، ورئيس النادي المصري كامل أبوعلي إلى قائمة المتهمين، فيما طالب أحد محاميي المتهمين بنقل مكان المحاكمة إلى مدينة بورسعيد حفاظا على أرواح أهالي المتهمين من فتك جماهير رابطة التراس الأهلي بهم، في الوقت الذي كان فيه الآلاف من التراس الأهلي يتابعون وقائع المحاكمة خارج الأسوار رافعين لافتات القصاص، مرتدين تي شيرتات الحداد السوداء التي تحمل أسماء زملائهم القتلى، وهي نفس التي شيرتات التي كان يرتديها أهالي الضحايا وانضمت إليهم الفنانة جيهان فاضل.