جاءت مجريات المباراة النهائية بين الأهلي والشباب لتصادق على التوقعات التي أطلقها المدرب الوطني، اللاعب الدولي السابق فؤاد أنور بترجيح كفة الأخير للحصول على بطولة دوري زين للمحترفين. وأكد أنور في حديث إلى "الوطن" أن نادي الشباب يسير وفق منظومة عمل متكاملة تضمن له النجاحات في المسابقات التي ينافس عليها من خلال إدارة يرأسها خالد البلطان، ومدرب على مستوى عال هو البلجيكي ميشال برودوم، ولاعبين متميزين بدعم مالي كبير. ويرى أنور أن المرحلة المقبلة ستشهد تنافسا شرسا بين الشباب والأهلي مرة أخرى على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وذلك مع الهلال والاتفاق، وربما الاتحاد أيضا. كل هذا وتفاصيل أخرى كثيرة في سياق الحوار التالي: رجحت كفة الشباب قبل المباراة وجاءت النتيجة متوافقة مع توقعاتك، فعلى ماذا بنيت رؤيتك الفنية قبل النهائي؟ على الرغم من أن المدربين دائما ما يحذرون من أن صاحب الفرصتين يخسر لكنها بالنسبة لي تظل ميزة في يد الفريق الذي يجيد التعامل معها، والشباب بخبرته تمكن من استثمار هذه الميزة في مصلحته للتتويج بالبطولة. النقاد توقعوا أن يدخل الشباب المباراة، متحفظا أمام صاحب الفرصة الواحدة الأهلي، ولكن الفريق اندفع منذ بداية اللقاء، لماذا؟ في أي مباراة الفريق الواثق من إمكاناته والأكثر خبرة وتمرسا في المواجهات الحاسمة يستطيع مدربه أن يلعب بالطريقة المناسبة له، وهي أن يسجل مبكرا ليشكل الهدف ضغطا نفسيا على الخصم، رغم أنه كان يواجه الأهلي على أرضه وبين جماهيره، وبعد ذلك، بدا الشباب مرتاحا لأنه لا يزال يملك الفرصتين. هل ترى أن هذا الشعور النفسي انعكس على الشباب في الملعب؟ بالتأكيد فقد لاحظنا كيف استطاع الشباب التعامل مع الأهلي من حيث امتصاصه لحماس لاعبيه بالاحتفاظ بالكرة وعدم الاستعجال وتعمد تضييع الوقت، وإن كان الأهلي خلال الوقت المتأخر من المباراة قدم مستوى جيدا امتدادا لعطاءاته في الموسم الحالي، وإن كان يمكن تقديم كأسين لقدمتهما للشباب والأهلي، لكن في كرة القدم يكون التتويج بكأس واحد لبطل واحد. حمل كثيرون مسؤولية خسارة الأهلي لمدربه التشيكي كارل ياروليم عطفا على إشراكه بالومينو المصاب وليس العيسى؟ من خلال خبرتي في الملاعب كلاعب وإداري ومدرب أرى أن المدرب هو الشخص الوحيد الأدرى بمدى استعداد وجاهزية لاعبيه من قبل اللقاء بأسبوع، وأحيانا يدخل المدرب بتشكيلة معينة، ثم يواجه ظروفا مختلفة خلال المباراة، إلا أنني أرى أن غياب الحوسني أثر كثيرا، كما أن الأهلي اعتمد كثيرا هذا الموسم على خمسة لاعبين هم فيكتور والحوسني وبالومينو والجاسم وكماتشو، فإذا غاب أحدهم حدث الخلل، بينما نجد المدرب البلجيكي برودوم لا يلعب بطريقة اللاعب الواحد في الملعب، فعندما خرج معاذ والشمراني وتفاريس مصابين، لاحظنا أن الفريق استمر كما هو ولم يتغير أو يتأثر. هل ترى أن الشباب هو أفضل ناد سعودي اليوم؟ المنطق يقول هذا، فالفريق لم يخسر أي لقاء في الدوري مكررا إنجازي الاتفاق والهلال من قبل وحاز على عدد من الأرقام القياسية من بينها لقب الهداف. إلى ماذا ترجع هذه الأفضلية التي جعلت الشباب في مقدمة الأندية السعودية؟ هناك عمل كبير يقدمه رئيس النادي خالد البلطان بدعم مالي كبير ولاعبين محليين على مستوى عال وأجانب متميزين ومدرب عالمي وتعامل إعلامي جيد بوجود إداري كفء هو ماجد المهنا. ومنذ نهاية الدوري في الموسم الماضي بدأ الفريق يعد جيدا للدوري الحالي، وكل هذا يشكل منظومة متكاملة لا بد وأن يكتب لها النجاح. كيف ترى وجه المنافسة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ومن ترشح للفوز باللقب؟ ستكون المنافسة شرسة وقوية لكنني أرى أن الظروف لن تتغير فستبقى محصورة بين الشباب والأهلي وكذلك الهلال والاتفاق وربما يدخل الاتحاد كمنافس خامس خاصة بعد أن استعاد ثقته في نفسه في دوري الأبطال الآسيوي أخيرا.