يسدل الستار مساء اليوم على آخر فصول دوري «زين» السعودي، عندما يلتقي الأهلي والشباب على ملعب الأول في الجولة الأخيرة من المنافسات لتحديد هوية البطل، بعد أن عجز الطرفان عن فك الارتباط طوال 25 جولة سابقة، إذ تبادلا الأدوار ما بين صدارة ووصافة، حتى وصلا إلى نقطة الحسم في الجولة الأخيرة، التي ستكشف النقاب عن فارس الموسم الحالي، وفي المباراة الثانية يستضيف الهلال نظيره الاتفاق وعينه على الوصافة في حال تعثر الأهلي. الأهلي - الشباب معترك صعب للغاية لا يقبل أنصاف الحلول، والمواجهات الحاسمة بحاجة إلى إعداد نفسي كبير، ويرى الكثير من النقاد أن الشق النفسي أهم بمراحل من النواحي الفنية، لذا حرصت الإدارتان في الأيام السابقة على إغلاق التدريبات، والمحافظة على سرية الإعداد والتحضير لمواجهة حصد الثمار. وعلى الجانب الفني، تبدو الكفتان متقاربتين إلى أبعد الحدود، من حيث الاستقرار الفني وثبات الأداء في الجولات السابقة كافة، كما أن مباراة الدور الأول التي أقيمت في ضيافة الشباب انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ما يضع المدربين في اختبار صعب للغاية، لتأكيد تفوقهما، وكلا الفريقين يملك العديد من العناصر القادرة على الحسم، وترجيح الكفة في أحنك المواجهات. الشباب يدخل النزال بفرصتي التعادل والفوز، إذ يحتكم على 63 نقطة في صدارة الترتيب، إلا أن صاحب الفرصتين دائماً ما يكون تحت ضغط نفسي كبير، ويدرك المدرب البلجيكي برودوم أن الركون إلى فرصة التعادل قد يعود بعواقب وخيمة، لذا سيعمل جاهداً على تحقيق الفوز وتأكيد أحقية فريقه بلقب البطولة، وكمدرب ذكي جداً، يجيد برودوم التعامل مع كل مباراة على حدة باحترافية عالية، جعلته أبرز مدربي الموسم، وتحت يده قائمة طويلة من الأسماء التي يتمناها أي مدرب في المواجهات الثقيلة، ويكفي وجود لاعبين بحجم البرازيلي فرناندو والأوزبكي جيباروف والبرازيلي الآخر ويندل في منتصف الميدان، وكذلك أحمد عطيف، إذ يشكل هذا الرباعي قوة هائلة في النواحي الدفاعية والهجومية، كما أن ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله الأسطا عناصر مؤثرة في الشق الهجومي، إلى جانب أدوراهما الدفاعية، ويعتمد المدرب الشبابي كثيراً على تقدم معاذ والأسطا على الأطراف، لفك الحصار عن المهاجمين. الفريق الشبابي يملك حلولاً عدة للوصول إلى مرمى الخصم، وان كانت القوة الهائلة تتمثل في المهاجم الخطر ناصر الشمراني، الذي سيكون ضيفاً ثقيلاً على دفاعات الأهلي، إلا أن ويندل وجيباروف وعطيف وفرناندو جميعهم قادرون على التسجيل، خصوصاً أنهما أصحاب أقدام قوية تعرف الطريق الصحيح للمرمى. الشباب في حال تحقيق الفوز، سينال المجد من جميع أطرافه، إذ سيتوج بالبطولة من دون أي خسارة، ويحقق رقماً قياسياً في عدد النقاط، لم يسبقه له أي فريق، بالوصول إلى النقطة 66، إلى جانب الوصول إلى المباراة رقم 30 على التوالي من دون تجرع مرارة الخسارة. وعلى الضفة الأخرى، يشمر الأهلاويون عن سواعدهم لتحقيق الفوز ولا شيء غيره، كونه الطريق الوحيد نحو الظفر باللقب، ويدرك أبناء القلعة أن الخسارة أو التعادل قد يرمي بهم إلى المركز الثالث، لذا ستكون المواجهة بمثابة اثبات الأحقية بمواصلة المشوار إلى منصة التتويج، كما يدرك لاعبو الأهلي أنهم على أعتاب انجاز كبير جداً، لإعادة بطولة الدوري إلى الخزائن الخضراء بعد غيبة امتدت إلى 28 عاماً، وإعادة الزمن الجميل للفرقة الأهلاوية. المدرب التشيخي غاروليم لا يقل حنكة ودهاء عن نظيره البلجيكي برودوم، إذ وفق كثيراً في نيل رضا الجماهير الأهلاوية، من خلال تقديم فريق يليق باسم وتاريخ القلعة الخضراء، وهو الآخر تحت يده أجندة مزدحمة بالأسماء الثقيلة جداً، ومن الصعب وصف أي مركز بالضعف أو التواضع، إذ تؤدي المنظومة الأهلاوية أداء جميلاً، يزينه الرتم المتصاعد من مباراة إلى أخرى، خصوصاً في الجولات الأخيرة، التي شهدت الوصول إلى ذروة الجاهزية الفنية والمعنوية، ودائماً ما تعول الجماهير على البرازيليين فيكتور سيموس وكماتشو وأيضاً العماني عماد الحوسني، إضافة إلى المتجدد تيسير الجاسم لحسم المواجهات الكبيرة. الصراع لن يقتصر على تحقيق لقب البطولة، إذ سيكون هناك تحد آخر بين المهاجمين البرازيلي فيكتور سيموس وناصر الشمراني لاعتلاء هرم الهدافين، فالبرازيلي فيكتور يتقدم الهدافين ب21 هدفاً، بفارق هدف واحد عن ناصر الشمراني صاحب العشرين هدفاً. الهلال - الاتفاق مواجهة بعيدة عن دائرة الضوء، وان كانت طموحات الهلال لا تزال قائمة في انتزاع الوصافة وضمان المشاركة المباشرة في بطولة دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، إذ يحتكم على 59 نقطة في المركز الثالث، ومتى ما تعثر الأهلي في موقعة الشباب، فستكون الفرصة مواتية للهلاليين لوضع يدهم على المركز الثاني. وعلى الجهة الأخرى، ليست للاتفاقيين أي أطماع بالمباراة سوى إكمال نصاب مباريات الدوري، وتحسين الصورة بعد سلسلة المستويات المتواضعة التي ظهر بها أخيراً، اذ استقر الفريق في المركز الرابع ب43 نقطة، ولن تغيّر نتيجة المباراة من وضعه على سلم الترتيب.