سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحصين: الشرق الأوسط يستخدم 80% من موارده المائية مقابل 2% في مناطق أخرى آل إبراهيم: ندرس استخدام الطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على البترول في تشغيل محطات التحلية
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انطلقت مساء أمس في الرياض فعاليات مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية، الذي تنظمه وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ويستمر أربعة أيام. وقال وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين: "إن رعاية خادم الحرمين الشريفين، الذي أنابني لافتتاح المؤتمر وأن أنقل إليكم ترحيبه وتحياته وتمنياته لمؤتمركم بالنجاح، تجسد اهتمامه بخدمات المياه وتقديمها للمواطنين بكميات ونوعيات عالية الجودة. وأوضح الحصين أن ما يخشاه خبراء المياه ألا يتمكن العالم في المستقبل القريب من إدارة مسألة المياه بالأسلوب نفسه الذي اعتاده حتى الآن، مبينا أن كمية المياه المتاحة للفرد عام 2050 ستصبح ما نسبته 10% مما كانت عليه عام 1950، مؤكدا أن ذلك ينذر بخطر داهم على الأجيال القادمة. وأشار أنه وفقا لتقرير للبنك الدولى فإن منطقة الشرق الأوسط تستخدم 80% من الموارد المائية المتوافرة لديها بينما لا تستخدم دول فى مناطق أخرى من العالم مثل أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبى إلا 2% فقط من مواردها، مشددا على أن عملية إدارة الموارد المائية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتاج إلى إعادة نظر حيث ما زالت تستعمل لاستخدمات منخفضة القيمة. وقال الحصين إن مبدأ الترشيد في استهلاك المياه لم يعد مقتصرا على استهلاك المياه في المنازل في المنازل فقط ولكن أصبح ذا أهمية كبيرة في مجال النشاط الصناعي بتبني استخدام التقنيات العلمية الملائمة التي تستهلك كميات قليلة من المياه في العمليات الصناعية المختلفة، وكذلك على النشاط الزراعي سواء من ناحية اختيار طرق وأساليب ومعدات الري أو نوعية ومساحات المحاصيل الزراعية وهذا يندرج تحت تطبيق سياسة التخطيط والإدارة المتكاملة للموارد المائية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. ولفت إلى أنه وفقا لتقييم البرنامج العالمي للمياه فإن معدل الاستهلاك العالمي للمياه موزع بنسبة 70% للاستهلاك الزراعي و22% للاستهلاك الصناعي و8% للاستخدام المنزلي. وذكر أن برنامج الأممالمتحدة للتنمية يشير إلى أن 1.1 مليار شخص فى العالم لا يحصلون على مياه شرب نقية، محذرا من أن العديد من المناطق في العالم ستكون على عتبة العجز المائي، خاصة أن الماء العذب الصالح للاستخدام الآدمي لم يعد بالسلعة الرخيصة الثمن التي يمكن أن نحصل عليها مجانا من الطبيعة. وأبان أنه مع شح المياه وتفاقم مشاكل تلوث البيئة في العالم سواء كانت جوفية أو سطحية وحتى في المناطق التي لديها موارد مائية كبيرة أصبح من الضروري أن تنفق أموالا طائلة لتوفير مياه صحية صالحة للاستخدام الآدمي، وذلك بمعالجة المياه لإزالة الملوثات المختلفة وتعقيمها للتخلص من الميكروبات التي تسبب الأمراض أو استجلابها من مناطق بعيدة تتوافر بها مياه جيدة إلى المناطق العمرانية والصناعية. من جانبه أكد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم، أن المؤسسة تدرس استخدام تطبيقات الطاقة الشمسية في تحلية المياه، بالتعاون مع شركات متخصصة من أجل تقليل الاعتماد على البترول في تشغيل المحطات. وقال آل إبراهيم في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إن إنتاج المملكة يمثل 18% من الإنتاج العالمي من المياه المحلاة؛ مبينا أنها بذلك تعتبر أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم. وأشار إلى أن المؤسسة تقوم بتشغيل وصيانة 27 محطة منها 12 محطة إنتاج مزدوج للماء والكهرباء و15 محطة تحلية أحادية الغرض، ويبلغ إجمالي إنتاج المياه المحلاة حوالي 3 ملايين متر مكعب في اليوم، وهو ما يمثل 50% من احتياجات مياه الشرب في المملكة إضافة إلى إنشاء وتشغيل وصيانة شبكة من أنابيب نقل المياه بطول يربو عن 4500 كيلو متر. وأبان أن المؤسسة تعمل حاليا على تنفيذ مشاريع عملاقة؛ منها مشروع محطة رأس الخير كأكبر محطة تحلية مياه بالعالم، والذي سينتج 1.02 مليون متر مكعب من الماء في اليوم و2400 ميغاوات من الكهرباء، ومشروع محطة ينبع - المدينة المرحلة الثالثة والذي سوف يؤمن طاقة إنتاجية إضافية بمقدار 550 ألف متر مكعب من الماء في اليوم و2500 ميغاواط من الكهرباء. وأوضح آل ابراهيم أن 13 بلدا عربيا يقع ضمن فئة البلدان ذات الندرة المائية، الأمر الذي يستوجب دعم صياغة وتنفيذ سياسات تفرض إدارة الطلب على المياه والاستعمال الأمثل للموارد المتاحة، فضلا عن الاستثمار في نُظمها البحثية الوطنية لتطوير علم وإدارة المياه وتقنياتها المستخدمة مع عدم إغفال أهمية الاستثمار في العنصر البشري. وذكر أن النقص في المياه بالدول العربية أدى إلى الاعتماد على موارد مائية غير تقليدية لتلبية معظم احتياجاتها للأغراض المدنية حيث تشكل البلاد العربية 50% من قدرات التحلية عالميا خصوصا في منطقة الخليج العربي. وأشار إلى أن أي بلد يقل فيه متوسط نصيب الفرد فيه من الماء المتجدد سنويا عن 1000 – 2000 متر مكعب يعتبر بلدا يعاني من ندرة مائية، مبينا أنه وفقا لذلك فإن ثلث سكان العالم يعيشون في بلاد تُعاني من ندرة مائية.