أبدت مجموعة من طلاب وطالبات برنامج التعليم المطور للانتساب في جامعة الملك فيصل تحفظهم الشديد لإيقاف تدريس مقرر "فقه السيرة"، بعدما أعلنت مجموعة أخرى من الطلاب والطالبات قبل أسبوعين انسحابهم جماعيا من استكمال دراسة هذا المقرر، الذي يقدمه قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب للدارسين والدارسات في برنامج الانتساب المطور، وذلك بحجة أن إيقافه سيلحق الضرر بمسيرتهم الأكاديمية، وتأخر تخرجهم إلى فصول دراسية إضافية. وكانت "الوطن" نشرت يوم 2 أبريل الحالي خبرا بعنوان "جامعة الملك فيصل توقف منهجا يحوي أحاديث ضعيفة"، وذلك استجابة لمطلب الطلاب بعد إعلانهم الانسحاب الجماعي. وقالت (ع. أ.) طالبة في كلية الآداب بالجامعة، إنها تدرس هذا المقرر الذي يحتوي على عدد من الأحاديث الضعيفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، موضحة أن الجامعة أخذت أسهل الحلول، وهو إيقاف المقرر في الفصل الدراسي الحالي، وإدراجه في المستويات المقبلة غير مكترثة بما قد يسببه ذلك من أضرار في مسيرة الطالب والطالبة أكاديميا، وتأخر توقيت التخرج عن موعده المحدد. وأكدت أنها أجرت العديد من المحاولات للوصول إلى المسؤولين في برنامج "الانتساب المطور"، للمطالبة باستمرار المقرر في الفصل الدراسي الحالي مع إعادة النظر في المادة العلمية للمقرر، واستبعاد جميع الأحاديث الضعيفة واستبدالها بأحاديث أخرى، مطالبة بإعادة المقرر مرة أخرى، أو اعتماد مرجع جديد للمقرر أو إدراج مقرر آخر بعدد ساعات مقرر "فقه السيرة". ولفتت إلى أن بعض الطلاب والطالبات في المقرر لم ينسحبوا، إلا أنهم فوجئوا بإعلان قرار الجامعة بوقف المقرر، وبالتالي انخفاض معدل ساعاتهم الدراسية بواقع ساعتين، وهو نصاب مقرر "فقه السنة". وأكد الطالب (ب. خ) الذي يعمل موظفا عسكريا أن حذف المقرر أثر سلبا عليه من ناحية عدد الساعات، مبينا أنه في المستوى الأول اجتاز 15 ساعة، واختار 15 ساعة أخرى للمستوى الثاني، ومع وقف هذا المقرر أصبح عدد الساعات المسجلة لديه في السجل الأكاديمي 13 ساعة للمستوى الثاني فقط، ليصبح المجموع عند اجتيازها بالكامل نهاية الفصل الدراسي الثاني الحالي بنجاح 28 ساعة فقط. واعتبر ذلك مشكلة لجميع العسكريين الذين يدرسون انتسابا، حيث إن النظام يلزمهم باجتياز 30 ساعة في السنة الدراسية الواحدة، لجمع نقطة للترقية إلى رتبة أعلى، وبهذا الإيقاف المفاجئ للمقرر – على حد قوله - لن يستفيد من نقطة الترقية، وبالتالي أصبحت دراسته للعام الأكاديمي الحالي دون جدوى. وأبانت الطالبة (و. و) أنها تضررت كثيرا من إيقاف المقرر في عدد الساعات، وأن قرار الإيقاف جاء دون علمها، وكان يفترض من عمادة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في الجامعة، أن تدع الخيار للطلاب الذين لا يريدون حذف المقرر، ذاهبة في ذلك إلى أنها تعرف حدودها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنها أدرى بما يجب دراسته وما يجب تركه. "الوطن" وضعت ملاحظات الطلاب والطالبات المتضررين والمتضررات أمس على طاولة عميد التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في الجامعة الدكتور عبدالله بن عمر النجار، الذي تفاعل مع مطالبهم، وأعلن استعداد الجامعة لمساعدة الطلاب والطالبات في مسيرتهم الأكاديمية، من خلال منحهم ساعات إضافية في الفصول الدراسية المقبلة لمساعدتهم في التخرج في الوقت المحدد. وأوضح النجار أنه في حالة وجود أي طالب أو طالبة تنقصه ساعتين، ويحتاج إلى تسجيلهما كساعات إضافية فوق النصاب المحدد، فإن الجامعة ستقوم بتسجيل هاتين الساعتين له حتى يتسنى لمن يتوقع تخرجه في الفصل الذي خطط له التخرج، لافتا إلى أن النصاب الأعلى للساعات في الفصل الدراسي الواحد لطلاب وطالبات الانتساب هو 18 ساعة، ومع هذا القرار سيرتفع النصاب الأعلى لعدد الساعات إلى 20 ساعة في الفصل الدراسي الواحد.