وصف الدكتور علي الرباعي عنوان مجموعة الشاعر عبدالرحمن سابي بالجاذب؛ نظرا لما يثيره من حفر في سياقات تاريخية واجتماعية وثقافية مرت بها منطقة الباحة عبر عصور خلت. وقال الرباعي خلال حفل توقيع سابي مجموعته الشعرية "أشواق الصوفي" في مقهى "قهوة المساء" أول من أمس "يجب علي أن أؤكد في البدء دون تبرم أن أهلنا في هذه المنطقة مارسوا التصوف، وإن في جانبه الفلكلوري الموسمي، إذ أن ذاكرتنا تحفظ من أهازيج مثل "مرحبا جد الحسيني، مرحبا يا نور عيني". وأضاف "لعلي لا أذهب بعيدا حين أقول إن سابي تلبسته حالة وجد ولجأ إلى ترميز الأشياء والأسماء لينفذ عبر سريالية مؤمنة إلى ميناء التجلي ليبحر بنا عبر نصوص مائية أعادتنا لنقاء نصوص ابن الفارض وابن عربي وجلال الدين الرومي وسعدي الشيرازي"، مشيرا إلى أن سابي أحاطهم بكرم الدعوة من خلال أمسية التوقيع في مقهى المساء الذي يشعر بحقيقة الشراكة الثقافية بين المثقف والقطاع الخاص، ليجد المبدع نفسه في أحضان مجتمعه بعد أن عانى سنوات الإقصاء والتهميش وتوليف الاتهامات ضده - على حد تعبير الرباعي - الذي استطرد قائلا "ليترك الساحة لخطاب وعظي لا يزال يرى نفسه متسيدا، كونه الحق والصواب، وهذا تلازم بين تنامي وعي المجتمع وبين إيمانه بالثقافة كشريك فاعل مع كل الخطابات الأخرى، وعظية أم فكرية أم فنيّة وترفيهية". أما سابي فذهب إلى أن مجموعته تسعى لرسم فرضية المثالية المرجوة من طبيعة العلاقة بين الإنسان والموجودات المحيطة به بدءا بالخالق تبارك وتعالى ثم مفردات الكون الأخرى من روحانيات طغت على جل قصائد المجموعة. وشهدت الأمسية - قبل ختامها بتوقيع سابي لمجموعته - مداخلات لكل من: من جمعان الكرت وغرم الله الصقاعي وعلى صبحية.