ضرب سائق حافلة لنقل طالبات كلية التربية ببيشة من مركز خيبر بكل المعايير الشرعية والوظيفية والاجتماعية عرض الحائط، وذلك بتركه عشر طالبات في أحد المساجد على الطريق العام الرابط بين بيشة وخميس مشيط خلال أدائهن صلاة الفجر، متجاهلا صرخات ونداءات زميلاتهن داخل الحافلة. وذكر فيصل الجهني، ولي أمر إحدى الطالبات ل "الوطن" أن السائق ترك الطالبات بأحد المساجد على الطريق العام في منطقة تسمى "عطفة الحنفة" تبعد حوالي 25 كلم عن مركز خيبر مقر سكن الطالبات أثناء تأديتهن صلاة الفجر، مستغربا من تصرف السائق وإخلاله بالأمانة. وتساءل: كيف يترك البنات في هذا الموقع؟. وماذا ستكون النتائج لو فاجأهن أحد في هذا المكان البعيد عن السكان؟. ومن سيتحمل النتائج؟ وأضاف الجهني: سئمنا من تصرفات هذا السائق وممارساته تجاه الطالبات، فرغم أنه يعمل في شركة نقل ويتقاضى راتبا شهريا إلا أنه ألزم جميع الطالبات اللاتي يقلهن بدفع 200 ريال شهريا، والطالبة التي لا تدفع لا يقوم بنقلها، إضافة إلى أنه وفي بداية الفصل الدراسي تأخر تسليم الباصات من قبل الشركة للسائقين، وسرت إشاعة بأن النقل سيتوقف، فطلب السائق من الأهالي دفع مبلغ 700 ريال مقابل كل طالبة. وبالفعل قام عدد كبير بالدفع ليفاجأن بتسليمه الباص يوم الاثنين، وهو اليوم الثالث لبداية الفصل حيث بدأ ينقل الطالبات رافضا إعادة المبالغ التي حصل عليها من الأهالي. وبين أنه تقدم بشكوى لمكتب الشركة في بيشة، لكن المكتب رفض الشكوى، ورد الموظفون: "إذا عندك شكوى قدمها لعميدة الكلية". وطالب الجهني بمعاقبة السائق تجاه هذه الممارسات وإعادة جميع المبالغ التي تحصل عليها من الطالبات دون وجه حق. وروى عدد من الطالبات الواقعة قائلات: عادة ما نصلي الفجر في هذا المسجد المعروف بمسجد معجب على الطريق العام، وقد نزلنا للصلاة وبعد أن انتهينا من الصلاة خرجنا، وفوجئنا بالباص يتحرك أمامنا، ولم يكن في المسجد أحد سوانا، فحاولنا إيقافه، لكنه لم يرد علينا، ولم يهتم لصراخنا ولا حتى لمطالبات زميلاتنا داخل الباص، وبعد أن انتظرنا نحو عشر دقائق في هذا المكان الخالي والمهجور تماما ونحن في حالة رعب شديدة، وصلنا سائق باص آخر من خيبر، ونقلنا واتصلنا على السائق لمطالبته بانتظارنا لإعطائنا حقائبنا التي بها بطاقاتنا الجامعية حتى نتمكن من الدخول للكلية خصوصا وأن بعضنا لديهن امتحان في نفس اليوم، لكنه رفض ذلك. من جانبه، أوضح المشرف العام على فرع جامعة الملك خالد في بيشة الدكتور مهدي القرني أن الجامعة لم تصلها أية شكوى بهذا الشأن، ووعد بالتحقق من صحة ما ذكر، وفي حالة ثبوت الحادثة، فسيتم اتخاذ الإجراءات مع السائق التي قد تصل إلى الفصل، فما قام به السائق- إن ثبتت صحته- خطأ كبير لا يغتفر. وأكد القرني أن الجامعة لا تقبل بهذه الممارسات. أما بخصوص تحصيل السائقين على مبالغ من الطالبات فقد تم إصدار تعميم وزع على كل سائقي الباصات وألزموا بتعليقه في مكان بارز داخل الباص، لتتمكن الطالبات من قراءته، يمنع منعاً باتاً تقاضي أي مبالغ.