انتابت حالة من الخوف والقلق مصحوبة بالبكاء، خمس معلمات يعملن في مدرسة الديسة الابتدائية للبنات "200 كلم" غرب تبوك، بعد أن تركهن سائق الباص الذي يقلهن، أثناء التوقف لأداء صلاة الفجر أمس بأحد المساجد في منتصف الطريق. وروت إحدى المعلمات فضلت عدم ذكر اسمها ل" الوطن" تفاصيل الواقعة، قائلة "خرجنا من تبوك عند الساعة 5.10 فجراً متجهين لمقر عملنا في الديسة، وفي بداية الطريق لاحظنا تهور السائق وقيادته المركبة بسرعة جنونية، الأمر الذي دعانا لتنبيهه بتخفيف السرعة. وفي مركز شقري توقفنا لأداء صلاة الفجر، وبعد فراغنا من الصلاة خرجنا، لنفاجأ بأن السيارة غير موجودة". وأضافت المعلمة، أنها وزميلاتها أصبن بالخوف، وبحثن عن السائق في المحطة المجاورة, لكنهن لم يجدنه، مما زاد الأمر تعقيدا، وانخرطت بعضهن في البكاء، وخاصة أن السائق انطلق بالمركبة وبها حقائبهن وجوالاتهن وهو ما جعلهن لا يستطعن الاتصال به أو طلب النجدة. وتابعت "بعد لحظات من الهلع ونوبات البكاء، مر باص آخر لزميلاتنا في نفس المدرسة وتوقف ليقلنا". من جهتها، أكدت مديرة مدرسة الديسة، وقالت "فوجئنا بوجود المعلمات على قارعة الطريق ويلوحن بأيديهن لنا، وعلى الفور توقفنا وصعدن معنا وهن في حالة يُرثى لها، وعلى الفور تم إبلاغ الجهات الأمنية وذويهن، وتوجهنا لمدرستنا لنجد السائق ينتظرنا، وعند سؤاله عن سبب تركه للمعلمات، رد "كنت أظن أنهن في الباص". إلى ذلك أوضح مدير عام شركة ناقل، خالد إسماعيل، ل " الوطن" أن هذا الخطأ لم يكن مقصوداً من سائق الباص، حيث اعتاد هو والمعلمات أن يؤدوا الصلاة في المصلى، وعندما انتهى من صلاته قاد الباص كالمعتاد دون أن يلتفت إلى المعلمات، ظنا منه أنهن في الباص، ومضى إلى المدرسة، وعند وصوله للمدرسة اكتشف عدم وجود المعلمات.