شيع أهالي محافظة الدرب فجر أمس الطالبتين هتون أحمد دلح و سجى الحسين قاسم وسائق الباص حسن يحيى أمين وسط مشاعر من الحزن والأسى. وتقدم شيخ شمل الدرب الشيخ هادي بن علي الشعبي وعدد من الأعيان المشيعين الذين اكتست عيونهم بالدموع على فقدان شابتين في مقتبل العمر كان ينتظرهما مستقبل واعد من خلال المشاركة في بناء جيل جديد للوطن. وطال الحزن سائقي الباصات والذين أعربوا عن عميق أساهم بفقد أخ عزيز عرف عنه التقى والحرص الشديد على الطالبات واعتبارهن في منزلة بناته، وأكدوا أن الباصات التي يستخدمونها غير مهيأة لقطع هذه المسافات وأن بعضهم غير متفرغين، فيما طالب الأهالي بتوفير باصات مهيأة من جامعة جازان، قائلين: إن محافظة الدرب لا يوجد بها إلا باص واحد لجامعة جازان ولا يتسع إلا لعدد قليل من الطالبات والنتيجة إزهاق أرواح. وقال موسى أبو علوط أحد سائقي الباصات التي تتجه من مركز الشقيق باتجاه كلية التربية بصبيا: كان الأخ حسن أخًا كريم الطباع عرف عنه السمت والهدوء وحكمة التصرف والدقة في المواعيد، وله من الأبناء تسعة فقدوه ليبقوا دون عائل سوى الله عز وجل بسبب لحظة طيش وسرحان من شخص غير مبالي. وأضاف عيسى عبده مورقي سائق باص خاص يقطع نفس المسافة يوميًا: فقدنا أخًا غاية في الأخلاق والحرص كان مثالاً في التقى والأخلاق العالية. وعن معاناة الفتيات يقول: رغم المردود المادي لهذا العمل إلا أن مخاطره ومشاقه تغلبان عليه فلو توفرت وسائل رسمية مهيأة لكن ذلك أفضل وآمن لفلذات الأكباد. وأضاف: الباصات الخاصة غير مهيأة في غالب الأحيان لهذا السفر، كما أن السائقين في معظم الأحيان غير متفرغين لهذه الأعمال. وقال معبر قاضي أحد أقرباء المصابة (انتصار قاضي): الدرب كله حزين مشيرًا إلى أن انتصار في حالة مستقرة ولا زالت طريحة الفراش في مستشفى بيش العام، ونأمل من المسؤولين إيجاد حلول سريعة لفتح أقسام جديدة في كلية الدرب حتى نستغني عن ذهاب فلذات أكبادنا إلى مسافات طويلة يوميًا. وأوضح أن مبنى كلية الدرب كبير ويستوعب أقسام كبيرة، وأضاف أن محافظة الدرب لا يوجد بها إلا باص واحد لجامعة جازان لا يكفي، مما أدى بالأهالي إلى استئجار 10 باصات خاصة لبناتهم. يذكر أن المتوفاة هتون أحمد دلح طالبة بقسم رياض الأطفال وأم لطفلة لم تتجاوز عامها الثاني حرمت من احتضان ابنتها عند عودتها مساءً بعد أن كانت تتركها برفقة ذويها في ساعات مبكرة من صباح كل يوم لتبدأ رحلتها في طلب العلم. وتغيب عدد كبير من طالبات كلية التربية بصبيا واللاتي يسكن في المحافظات الأخرى أمس، فلم يتوجه إلى الكلية سوى (7) طالبات بحسب سائق الباص الذي يقلهن، وعلق الدكتور حسين دغريري مدير العلاقات العامة والإعلام بجامعة جازان بأنه لم تصلهم إحصاءات عن عدد الطالبات.