سخر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبو بكر باقادر من تجاهله وعدم دعوته ل "حلقة النقد" التي يدشنها نادي جدة الأدبي مساءَ اليوم ، وبرر ذلك متهكما بقوله " قد يكون الأمر مقتصرا لدى الزملاء في النادي على الأكاديمين المتخصصين في قسم اللغة العربية" وتابع جادا مبديا عدم علمه بإطلاق الحلقة "ربما قد فات عليهم ، اسمي، ولعل الدعوة تصلني فيما بعد ، بعد أن توضع أطر واضحة للحلقة" . ويبدأ أدبي جدة مساءَ اليوم تنفيذ توصية قديمة أفضت إليها الجلسة الأخيرة في ملتقى قراءة النص عام 2001 تمثلت في طرح مشروع "مدرسة جدة النقدية" وأوكلت تبعات تطوير المشروع والإشراف على عاتق الدكتور عبد الله الغذامي. وكان المقترح قد طرح وقتذاك في مداخلة للدكتور أبي بكر باقادر بوصفه حلماً مشيراً إلى زخم وجدية الحركة النقدية في جدة وسرعان ما تم تبني الحلم عبر مقترحات لمشاركين آخرين، وقال الدكتور عبد العزيز السبيل الذي أدار الجلسة الختامية حينها " إن الفضل يعود كله إلى نادي جدة الثقافي الذي فتح أبوابه وصفحات مطبوعاته إلى ممارسة نقد بناء وجاد كما يعود الفضل إلى الدكتور عبد الله الغذامي الذي ساهم بجهده وفكره في تفعيل الحركة النقدية " . وعقب الغذامي بدوره حينها " إن مقترح المشروع يحتاج إلى فعل وإرادة، وهو لا يقتصر على النقاد السعوديين ولكنه يجب أن يتسع للنقاد العرب وغير العرب مرحباً بالنقاد من أوروبا والأمريكتين للمساهمة في مشروع نقدي كهذا وأضاف الغذامي أن الشرط الوحيد للممارسة النقدية هو في الانتماء إلى المناخ الثقافي الذي يصدر عنه المشروع" . بينما رأى صاحب مقترح تكوين "مدرسة جدة النقدية" الدكتور أبو بكر باقادر أن الفكرة لم تر النور منذ ذلك الوقت قبل أكثر من عشر سنوات لأن المعنيين بها اعتبروا تكرار عقد ملتقى النص تحقيقا لها. ويضيف موضحا "المسألة حين انطلقت في طرحها كان تفكيري وقتها يستحضر مدرسة مماثلة لحلقة براغ أو مدرسة تل أبيب النقدية، أو جماعة فيينا لفلسفة العلوم، حيث نعرف أن مدارس النقد الحديث متغيرة يوميا، والمعني بالمدرسة هو وجود مجموعة تضبط مقولات مدرستهم، وتوسيع دائرة التنفيذ لهذه المقولات، والتطبيقات التي تجعل المدرسة مقبولة، مع الانفتاح على المدارس الحديثة، والتعاطي معها بوصفها تشكل ظاهرة متجانسة، ولكن قد يكون فهم من كلامي عن المدرسة الثبات في البنية". وحول ما إذا كان تم الاكتفاء بتنظيم ملتقى النص سنويا كبديل للمدرسة قال باقادر "أحيانا تحدث الأشياء تبعا لديناميكياتها الداخلية، ومع الزمن تبدأ تتشكل، وتكرارالأسماء في الملتقى، بصورة أوجدت تجانسا، وأصبح هناك منهج مع تطور في الرؤية، وكل هذا مع الزمن كفيل بتشكل مدرسة". وحول الشكل المقترح لهذه المدرسة قال باقادر "لو صار لدينا مدرسة كهذه، فهي بالضرورة أن تكون مثل الأوروبيين من حيث إثبات منهجية محددة، أو تصور للنقد الأدبي والثقافي ومصطلحاته والأطر النظرية، بحيث تشكل مدرسة يعي بها الناس إن خطت خطوات التشكل". وكان اجتماع مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الأخير قد أسفر عن إضافة اسم المشرف الإداري على كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال السعودي بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور سعيد المالكي إلى مجموعة حلقة النقد التي أقرها مجلس إدارة النادي كإحدى الفعاليات الأسبوعية في المكتبة المركزية بمقر النادي. وتضم الحلقة النقدية التي تبدأ أولى جلساتها الدكتور سعيد السريحي و الدكتور محمد ربيع الغامدي، والدكتور محمد ناصر الشوكاني، وحسين بافقيه ، وعلي الشدوي ، والأخيران لا ينتميان للمؤسسة الأكاديمية. وتناقش الجلسة آليات عمل الحلقة النقدية والتصورات الأولية حول القضايا التي ستطرح وكيفية وأسلوب طرحها، إلى جانب مواضيع أخرى تتعلق بالحضور والمهتمين بالشأن النقدي.