وعدت جماعة الإخوان المسلمين، سلة من أقطاب التيار السلفي، "بمجلس رئاسي ديني" حال تخليهم عن دعم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، ووقوفهم خلف مرشحهم خيرت الشاطر، الأمر الذي أثار مخاوف قوى سياسية، لما أسموه بنقل تجربة "مجلس صيانة الدستور الإيراني إلى مصر". وقدم الشاطر أوراق ترشحه أمس، وسط جمع غفير، من قيادات الجماعة وكوادرها، يتقدمهم رئيس مجلس الشورى، وزعيم الأغلبية في مجلس الشعب، وصلى الآلاف من شباب الإخوان الظهر أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات، وشرعوا بعدها في الهتاف "يا ابن الشاطر يا ابن الشاطر حكم العسكر باطل باطل"، "كل الشعب مع الإخوان ضد الظلم والطغيان". ووعد الشاطر الهيئة الشرعية السلفية للحقوق والإصلاح مساء أول من أمس "بمنح رجال الدين سلطة مراجعة التشريعات من أجل ضمان توافقها مع الشريعة الإسلامية، وقال "سأعمل على تكوين مجموعة من أهل الحل والعقد لمعاونة البرلمان فى تحقيق هذا الهدف". وقال نائب رئيس الهيئة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الدكتور طارق الزمر "إن قيادات السلفية ستدعم الشاطر مقابل عدة اتفاقات في مقدمتها، تشكيل مجلس رئاسي مكون من شخصيات إسلامية سلفية، وأن يكون من بينهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حال خروجه من السباق الرئاسي، واسم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ضمن الأسماء المطروحة للعضوية أيضا". ووصف رئيس حزب التجمع اليساري الدكتور رفعت السعيد هذه الاتفاقات بأنها ردة، وتقاسم على جثة مصر، وقال ل"الوطن" إن "قبلة الإخوان هي إيران، وليست تركيا كما يزعم البعض، وهذا ما حذرنا منه عندما عرضت الجماعة في 2003 برنامجا سياسيا نصت فيه على وجود مجلس ديني يختص بمراجعة القانون، بما يتشابه مع مجلس صيانة الدستور في الإيراني". ورفض السعيد "الالتفافات السرية على مدنية الدولة"، وطالب "الجميع باليقظة، ومنع التيار الديني من الاستحواذ على صياغة الدستور". وبدأت تصريحات المتحمسين لأبو إسماعيل تأخذ طابع الليونة، والتراجع عن دعمه، بعد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أمس بحصول والدته على الجنسية الأميركية، وقال القيادي بحزب النور راضي شرارة، "لو ثبت أن والدة أبو إسماعيل حاصلة على الجنسية الأميركية فيجب عليه أن ينسحب بهدوء من سباق الانتخابات، سواء لصالح أحد المرشحين أو دون أن يكون لصالح أحد".