أفشلت قوات الجيش اليمني في عدن، كبرى مدن الجنوب، محاولة اقتحام نفذها مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة لمقر السجن المركزي في المدينة في أحدث هجوم يشنه عناصر التنظيم على مرافق حكومية وأمنية سعيا إلى تحرير معتقلين من رفاقهم. وقال مسؤول أمني إن وحدات من قوات الأمن المركزي المكلفة بحراسة السجن تصدت لعدد من مسلحي التنظيم الذين أطلقوا قذيفة "آر بي جي" على مقر السجن قبل أن يهاجموا البوابة الرئيسية بواسطة الأسلحة الرشاشة دون سقوط ضحايا من الجنود. وأشار المسؤول إلى أن الهجوم الذي يعدّ الثاني في غضون أسبوع ربما استهدف إطلاق سراح سجناء من القاعدة يقضون عقوبة السجن وآخرين قيد التحقيق في جرائم إرهابية. وكان مصدر أمني أفاد في وقت سابق أن سجناء القاعدة في السجن المركزي بعدن عمدوا في الأيام الماضية إلى افتعال مشاكل وفوضى وأعمال تحريض لنزلاء السجن لحضهم على التمرد والعصيان والعنف. من جانب آخر زادت السلطات اليمنية من إجراءاتها الأمنية على كافة المنشآت الاقتصادية والحكومية الحيوية عقب زيادة المخاوف من اعتزام تنظيم القاعدة تنفيذ هجمات وشيكة تستهدفها. وسبق أن عززت السلطات الأمنية من الحراسات المرافقة لتحركات الدبلوماسيين العرب والأجانب في كل من صنعاء وعدن، كما بادرت معظم الممثليات الدبلوماسية إلى إجراء مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية الخاصة بتأمين وحماية مقارها من أي اعتداءات محتملة، وفرض ضوابط طارئة على تحركات الدبلوماسيين وتنقلاتهم الداخلية. وكان استهداف مسلحين لمطار عسكري يوم أمس بمدينة عدن قد أثار مخاوف متصاعدة وغير مسبوقة من تزايد احتمالات تعرض منشآت اقتصادية ونفطية حيوية في كل من مأرب وشبوة جنوبي وشرقي البلاد لهجمات مماثلة. وكان تنظيم القاعدة دشن استراتيجية جديدة في التعامل مع تكثيف الحكومة لعملياتها العسكرية الموجهة ضد مناطق تمركزه الرئيسية في كل من أبين وشبوة، ولجأ المسلحون إلى شن هجمات متفرقة وتنفيذ عمليات اختطاف عسكريين والتهديد بتوسيع نطاق العمليات المسلحة إلى داخل المدن الرئيسة. وفي محافظة أبين شنت قوات الجيش هجوما مباغتا على معاقل مسلحي القاعدة في مدينة زنجبار، وقال سكان محليون إن 8 من المتشددين قتلوا في القصف.