بعد أن وصلت أسعار المواشي في المملكة إلى مستويات عالية خلال العام الجاري تراوحت بين 1400 و1800 ريال للرأس الواحد، مسجلة ارتفاعا بنسبة 120% مقارنة بأسعارها في نفس الفترة من العام الماضي، توقع تجار ماشية انخفاض الأسعار بمعدل بين 15و20% خلال الفترة المقبلة، بسبب انخفاض القوة الشرائية، مطالبين في الوقت ذاته بفتح منافذ استيراد جديدة لتعزيز احتياجات السوق المحلية. وأرجع تجار المواشي خلال حديثهم ل"الوطن"، أسباب صعود الأسعار لمستويات كبيرة إلى ارتفاع تكلفة الأعلاف وإيقاف الاستيراد من سورية وإيران، مطالبين الجهات المختصة بفتح منافذ استيراد من دول أخرى لمواجهة النقص في السوق خاصة خلال فترات المواسم، وذلك في وقت تشكل فيه المواشي المستوردة 75% من الحجم الكلي للسوق المحلية. وذكر أنور الشمري صاحب مؤسسة للمواشي ل"الوطن"، أن الأسعار ارتفعت بمعدل 120%، مبينا أن إيقاف الأستيراد من سورية السبب الرئيسي في الأرتفاع، إضافة إلى أسباب أخرى تتمثل في ضعف الإنتاج المحلي وارتفاع أسعار الأعلاف، ومحدودية الاستيراد من دول محددة. وأضاف الشمري: أن من الأسباب إيقاف استيراد المواشي الإيرانية منذ نحو شهر، حيث كانت السعودية تستورد المواشي الإيرانية عن طريق الكويت، مطالبا بفتح منافذ استيراد جديدة. من جهته قال أبو المهدي العنزي ل"الوطن"، إن المواشي المستوردة من سورية هي المتحكمة في حركة السوق، محذرا من تضاعف المشكلة في السوق مع استمرار إيقاف الاستيراد من سورية، مطالبا في الوقت ذاته باتخاذ إجراءات فيما يتعلق بضعف الإنتاج المحلي وغلاء أسعار الأعلاف، إضافة إلى فرض تشريعات من شأنها تنمية ثروة الأغنام وتكاثرها ومنع ذبح أنثى الأغنام. وتوقع العنزي أن تستمر موجة انخفاض الأسعار التي بدأت قبل أيام، لتصل إلى 15 و20%، بعد أن شهد سوق المواشي ارتفاعات وصلت إلى 120%، مرجعا ذلك إلى انخفاض القوة الشرائية والتراجع التدريجي للطلب على الأغنام، إلا أنه توقع أن تعاود الأسعار الارتفاع خلال المواسم، ليصل سعر الواحدة من الذبائح إلى 2000 ريال في حين تبلغ في الوقت الحالي 1800 ريال. وتأتي هذه المطالبات في وقت كشف فيه وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، أن مسؤولين في الوزارة سيزورون البرازيل قريبا، لترتيب فتح باب استيراد الأغنام منها، مبينا أن الدولة تدعم أسعار الأعلاف، وأن هناك حدودا للدعم وهو ليس مفتوحا. يذكر أن أسعار المواشي شهدت ارتفاعات تدريجية في معظم أسواق المملكة، وهو ما يرجح توقعات بمزيد من الارتفاعات، خاصة بعد إيقاف وزارة الزراعة استيراد الأغنام والغزلان من دول الاتحاد الأوروبي كإجراء احترازي، وذلك في إطار حرص الوزارة على متابعة سلامة الواردات إلى المملكة ومراقبة الأوضاع الوبائية الدولية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية هذه البلاد من أخطار الأوبئة والأمراض الحيوانية التي قد تسبب تهديدا للثروة الحيوانية في المملكة. وتأتي أسباب الحظر بعد أن تناقلت وسائل الإعلام تفشي فيروس شمالنبرج في الضأن بفرنسا، وهو مرض فيروسي يصيب الحيوانات المجترة مثل الأبقار والأغنام والذي تم الإعلان عنه من قبل المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE)، ويسبب تشوهات خلقية في مواليد الحيوانات. كما أثرت الأحداث الجارية في بعض الدول العربية المجاورة للمملكة وتحديدا في سورية في انقطاع تام للأغنام المستوردة، حيث قل الاستيراد منها خلال الأشهر الماضية، وتوقف الآن بشكل كامل.